الهلال.. عين على لخبطته وعين على استحقاقاته، فسفينة الهلال بقيادة نواف بن سعد أصبحت في نهاية الموسم في محيط هائج الأمواج تتلاطم بجنباته في كل مكان، الإعلام من جانب والجمهور من جانب واللاعبون من جانب، وقناعة المدرب والأزمة المالية والتغييرات المطلوبة وخياراتها من جانب آخر، بل بات الإعلام المضاد واللجان التي تعمل بالخفاء السوس الذي يضرب قواعد مركب الهلال والذي لم يستقر حاله بعد إعادة صيانته إلا وقد بدأ ينخر من جديد، مما يستلزم من إدارة الهلال اتخاذ تدابير سريعة تحفظ معها استمرار سير مركب الهلال بأفضل الأحوال ليتوافق مع الطموح والآمال والأهداف. كجماهير وإعلام هلالي نحترم التفويض بصلاحياته، لكننا ننتقد الصلاحيات المفتوحة وعدم النقد مما يعني أن تكون النظرة بعين واحدة وفي منطقة منخفضة لا يمكن معها استيعاب الواقع، كما أننا كمتابعين نعي أيضاً أن إدارة الهلال انتهجت سياستها القديمة، ما نعمله لا يمكن لأحد أن يطلع عليه وبالتالي لا يعني أن الجمهور والإعلام لا يعلمون ما يحدث أن الإدارة لا تعمل ولا تنتقد ولا تجتمع ولا تناقش لأن معرفة الشيء فرع عن تصوره. دونيس وما أدراك مادونيس كموج المحيطات يوم يرفعنا لأعلى القمم طموح وتوقع، ويوم يرمي بنا في قاع لجي لا نعلم ما يحدث حولنا، فخياراته غريبة وتغييراته أغرب حتى باتت تشهد تخبطات قد لا يتحملها بكاملها، لكن ما نحن موقنين به أن القناعات تحقق المعجزات، لكن ما نراه داخل الملعب مؤشر أن دونيس يعمل بقناعات قد لا يتقبلها اللاعبون بالملعب، لذا فتجد النتائج والمستويات وتحركاته وفقاً لذلك. اللاعبون لا نعلم ما يحدث معهم أيضاً الكل يدعمهم لكنهم يوم ويوم ويبقى أداؤهم موضع استغراب لا ثبات في المستويات ولا عطاء بقدر أسمائهم ولا نتائج تعبر عن كيانهم، حتى بات المتذيل بالترتيب يتطلع لنقاط يقتنصها من الهلال، وبات الوصول لمرمى الهلال أسهل من شق تكتل دفاع المنافس للهلال، وباتت حلول اللاعبين معدومة وتعاملهم بالفرصة عقيمة وهدرهم للأهداف سمة يبتسم اللاعب بعد هدرها وإضاعتها حتى بات المنافس يردد «فابشر بطول سلامة من الهلال». الجهاز الطبي علامة استفهام، إصابات متعددة تعالج وسرعان ما تعود، واستبعاد بعيد المدى من التشكيلة لننسى اللاعب بعدها وكأنه في إجازة مفتوحة، قرارات غريبة يسمح للاعب بالعودة إلى التدريبات أو المباريات وسرعان ما تعاوده الإصابة ذاتها، العيادات بالنادي تعج بالزبائن الدائمين، نفرح بتفريغها ونتفاجأ من إعادة امتلائها. هنالك خلل الكل مستغرب، فلم يكن حال نجوم الهلال يوماً كذلك، مما جعل الكل يتساءل أين الخلل؟ بالتشخيص؟! أم بالتمرين؟! أم أن ما يحدث زيادة أحمال التدريب من الجهاز الفني اللياقي، وسوء الإحماء والتجهيز للبنية العضلية لتتوافق مع الجهد الحاصل في ضغط المباريات وتداخل المسابقات. أياً كان السبب فقد تعددت الأسباب والمتضرر هو الكيان أولاً وأخيراً، يحتاج معه إعادة النظر في أسبابها ومسبباتها ليتخذ معها قرارات إبعاد أو استبدال أو تغيير دماء جديدة تكون مؤثرة إيجاباً مبتعدة بأجوائها عما يخل بالأداء والنتائج والاستحقاقات، فالقادم القريب مهم بل هو ثمرة حصاد موسم بأكمله في إكمال مسيرة دوري وكأس الملك وتصفيات آسيا ليعلن بعد الانتهاء منها وقت التحسين للفرص والاستعداد لموسم قادم نتفاءل أن يكون أسعد وأكثر استقراراً.