رغم أنني كأهلاوي لم ولن ينطلي على قلمي إطالة النظر لمباراة الأهلي والهلال فيما تطُل مباراة (هجر) هذا المساء بأهمية «مضاعفة» لضمان انطلاق (الملوك) نحو البطولة الحُلم؛ إلا من منظار «الفتفتة» التي يتطلع إليها الجمهور الاهلاوي الواعي جدا، فتفتة تجعل من حسم مباراة هجر عربون احتفاء «حذر» لملاقاة زعيم نصف الارض يوم 24-4-2016م.!! * وبما أن (الفتفتة) أضحت عنواناً لمنجز ممنهج في عالم كرة القدم؛ لا يُجيده غير المتمرسين على العمل الدؤوب خارج المستطيل الأخضر ثم يتبعه عمل أكثر أناقة على أرض الميدان.. لذا دعوني أُذكر بأهمية تطبيق نهج «الفتفتة» على واقع مجموعة «الصدمة» التي أوقعت المنتخب الوطني في شراك أقوى منتخبات القارة على الإطلاق.!! * فقد جاءت مجموعة «الموت».. الياباناستراليا تايلند العراقوالإمارات.. كما أطلق عليها المراقبون للتصفيات النهائية عن القارة الصفراء المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018م؛ جاءت، صادمة لكثير من محبي الأخضر السعودي؛ لا لشيء أكثر من كون منتخبنا الوطني مرَّ أثناء الأدوار التمهيدية برياح فنية وأخرى إعلامية عاتية أمام منتخبات لا تُقارن مستوى وإنجازات بالمنتخب السعودي.. بما فيها المنتخب الإماراتي.!! * وقبل التفصيل في كيفية تجاوز مجموعة (الصدمة) لا الموت وجب التذكير بالكيفية التي سيتأهل من خلالها منتخبات المجموعتين؛ فصاحبا المركزين الأول والثاني يتأهل من كل مجموعة مباشرة للمشاركة في روسيا 2018، بينما سيلتقي صاحبا المركز الثالث في المجموعتين في مباراتين فاصلتين في 5 و10 أكتوبر 2017 على أن يتأهل الفريق الفائز منهما لملاقاة صاحب المركز الخامس من تصفيات CONCACAF في مباراتي ذهاب وإياب لانتزاع تذكرة الملحق القارية إلى روسيا 2018.!! * وللحق أن مجموعة الاخضر هي الأبرز من حيث القوة والمستويات «الفنية» للمنتخبات وتحديدا المنتخبين الاسترالي والياباني.. لكن برأيي ان تلك المجموعة لا يمكن وصفها بمجموعة «الموت» وبخاصة من جانب أخضر الوطن؛ الذي متى ما تكاتفت جهود الإعلام اولا والاجهزة الادارية والفنية وتعاونت الاندية في تقديم مصلحة المنتخب على مصالحها وخاصة لمن يبقى منها منافساً في التصفيات الآسيوية وتناغمت كل تلك الأدوار مع «برمجة» العقول قبل الأبدان؛ فلن يجد المنتخب السعودي صعوبة في تجاوز المهمة الاصعب ليس بالبحث فقط عن مقعد ثالث او مكمل بل بمعقد مؤكد الحجز اولا او ثانيا على ابعد تقدير لبلوغ مونديال (الماتريوشكا) الروسي 2018م.!! * هنا قد يقول قائل.. إنني أبالغ او أُفرط في التفاؤل بهكذا قول.. ولكن أزيد بأن هناك شروطاً يجب أن تُراعى في هكذا مقام ليصادق التفاؤل مع واقع قوة منتخبي (اليابانواستراليا) في المقام الأول.. وذلك باتباع منهجية اولها يقول تعزيز الثقة في السيد مارفيك ودعم التعاقد معه إلى ما بعد 2018م ليحفز ذلك العقد في انتاجية خططه الرامية ليس فقط الوصول للمونديال بل وحتى التمثيل اللائق لمنتخبنا الذي لا ينقصه دعما وحضورا مثل هذا الطموح المشروع.! * لتبقى مسألة التخطيط المبكر لكل ملف (منتخب) سيقابله الأخضر بملف متكامل الأُطر فنيا ومعنويا وقبلهما تخطيطا داخليًّا محكما في اروقة اتحاد الكرة؛ إن من جانب المنتخب ومن يمثله - كما أسلفت - او من اندية الوطن التي يجب ان ترفع شعار (المنتخب الوطني اولا) عملا لا قولا، ومعهما بالتأكيد دعم إعلامي كبير اشبه عمله «بمشروع وطني كروي متكامل» فقط بهكذا عمل سنجني -بإذن الله -أكثر مما يتوقع ببغاءات مجموعة الموت.! حسم وضع «اتحاد الكرة» مبكرا.!! * حسابيا سيدخل الاخضر ضمن دائرة الضوء في خمسة لقاءات تحت قيادة اتحاد الكرة الحالي وخمسة اخرى تحت مظلة اتحاد منتخب جديد.. وهنا أقول على سمو الرئيس العام باعتباره رئيسا للاولمبية السعودية أن يمارس حقه الذي يشفع له ويدعمه في ذلك انظمة «الفيفا» في إجلاء هذه الصورة تفاديا للربكة التي قد «تهز» المنتخب السعودي فيما لو حدث (تغيير) يُجبر صرف الانظار عن المهمة الاسمى في بلوغ المونديال ولا يتعارض معها أي حدث يسلب تلك «الأهمية».. وذلك بأن يحسم موضوع استمرار اتحاد الكرة لكامل المرحلة المتبقية.. دون انقطاع.. بإن يُكمل اتحاد الكرة فترته وتمدد له الفترة المتبقية حتى انتهاء فترة التصفيات النهائية.! * أقول ذلك وأنا (والعياذ بالله من الكلمة) الذي يتمنى رحيل هذا الاتحاد الذي أرهق كرتنا اليوم قبل غد؛ لكن للضرورة أحكام يجب على العقلاء تدبرها من باب «أقل الضررين».. ماذا وإلا فليترجل في غضون الاسابيع الثلاثة القادمة اتحاد الكرة داعيا لانتخابات مبكرة بتقديم مسوغات مصلحة منتخب الوطن فوق كل اعتبار.!! قبل الفتفتة.. الواقع يقول..! * إنه سيفتتح الاخضر مبارياته أمام المنتخب التايلاندي في 1 سبتمبر 2016 بالرياض، ومن ثّم يتقابل مع المنتخب العراقي في 6 من نفس الشهر على أرض محايدة، وفي 6 من أكتوبر يواجه الأخضر المنتخب الأسترالي بالرياض، ويعود الأخضر في 11 من نفس الشهر لمواجهة الإمارات بالرياض، ويختتم الجولة الأولى بمواجهة المنتخب الياباني يوم 15 نوفمبر باليابان، على أن يبدأ الأخضر الجولة الثانية من التصفيات بمواجهة تايلاند 23 مارس 2017 بتيلاند، ثم مواجهة العراق 28 مارس (بأرض محايدة حسب رغبة عملاء الفرس)، ويعود لمواجهة المنتخب الأسترالي 13 يونيو بأستراليا، ثم الإمارات 31 من أغسطس بالإمارات ويختتم التصفيات 5 سبتمبر أمام المنتخب الياباني بالرياض. واقع يفرض.. حسابات ذكية.. ممكنة الفتفتة..!! * طالما أحس القائمون على أخضر الوطن واستشعروا خطورة الوضع إن استمروا على نهجهم (العبثي) السابق تجاه المنتخب وشؤونه؛ ناهيك عمن يردد ما يردده غيرهم في اعتبار مجموعة الاخضر مجموعة «الموت» - وإن كنت أتحفظ - كثيرا على هكذا مسمى يقدم المنتخب قربانا لغيره؛ دعوني ألفت النظر لما يتوجب على اولئك القائمين على الاخضر مجتمعين؛ اجهزة فنية وادارية بوضع حسابات (ذكية) قابلة للطرق والتعديل كلما واجه الاخضر منتخبا منافسا على ذات الطموح، فترتيب الاولويات والعمل بحساب (الممكن.. كعصفور في اليد) أن يُقسم ذات المنتخبات أو لنقل المواجهات كلٌ حسب واقع الحال قبل وبعد المواجهة.. ولتبسيط ذلك نقول على وجه التقريب.. هناك منتخبات تحمل بجانب عبء مستواه الفني الفارق «نظرياً» عن الاخضر عبئا آخر ممثلا في البعد الجغرافي الذي يتطلب معه السفر لساعات طيران طويلة.. كنزالات اليابانواستراليا والتي يجب وضعها من حيث الاستراتجية كمنتخبات الفئة الاولى دون جدال.. فيكون التحضير لذلك النزالين تحديدا بماهية (المعسكر الطويل) وليس طول المدة في التحضير هو المعني بقدر ما هي استعدادات الأخضر من حيث المستوى والظروف المشابهة بمقابلة منتخبات في مباريات تحضيرية يحدد هويتها السيد مارفيك ومساعدوه..! * ولتحديد وجه آخر لفئوية باقي المنتخبات التي سيقابلها الاخضر على ذات القائمين أن يضعوا في حساباتهم بعض النقاط التي قد تجلب لهم المتاعب فيما لو تعاملوا بوتيرة واحدة مع منتخبات أخرى كالعراق وتايلند والامارات.. فالاسبوعان الآخران من اغسطس من يجب ان يتم التركيز فيهما بشكل اكبر لكونها ستحل في ارض المملكة مع تايلند والعراق في بلد محايد ومع استراليا والامارات السعودية. مباريات يجب التهيئة لها مبكرا بحيث تُكسب جميعها على ارض المنتخب السعودي وقريب منه.! ومن أغسطس إلى نوفمبر نكون في مأمن من مواجهة اليابانيين على ارضهم دون النيل من نقاط ما قبلهم من منتخبات تسبق شهر نوفمبر الذي سنواجه فيه منتخب اليابان.! ولا ننسى أن نذكر البغباوات عمليا بأن منتخب استراليا الذي سنقابله هو ذاته بكمال عدته وعتاده الذي خسر من منتخب الاردن في عمان.. وهذا مثال على الدعم لأخضر الوطن بحسابات ممكنة الحدوث.. فهل نترك للفتفتة طريقها لتسجيل هدف يضعنا على قمة المتأهلين لروسيا بذكاء وحسابات منطقية يدعمها فنيا، منتخب لا ينقصه الحضور الفني والذهني متى اراد له الشارع الرياضي بأكمله ان يكون.!! ماذا يحدث؟! إن صدقت تصاريح رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبدالخالق مسعود بأن المنتخب السعودي لو رفض اللعب أمام العراق في السادس من سبتمبر/ايلول المقبل في إيران ضمن الجولة الثانية من التصفيات، فسيرفض الجانب العراقي اللعب داخل السعودية في الجولة السابعة يوم 28 مارس/ آذار 2017م.. وعليه فستلعب المباراتان خارج الأراضي السعودية والعراقية. أقول: إن صدقت تلك التصريحات وارتمى (إخوة الجوار والدين والعروبة) رياضيا ايضا في حاضنة (الفرس)؛ فعلى رياضة عراق الرافدين السلام كما هو حال العراق الأسير اليوم بأيدي الإيرانيين.