في ملتقى الرياض الاجتماعي الذي نظمته جمعية واعي الخيرية في الرياض الأسبوع الماضي قدم معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ورقة عمل بعنوان (التقنية والمجتمع)، تطرق فيها للجوانب التنموية التي يجنيها المجتمع من التقنية وتطوراتها، واستعرض خلالها المرحلة التاريخية لظهور التقنية، والتوقعات المستقبلية للتقنية وتطوراتها، مع استعراض أبرز إيجابيات وسلبيات التقنية. واستوقفني في العرض المرئي الذي قدمه معالي الوزير استعراض بعض سلبيات التقنية، ومنها الانعزال عن الواقع، وهو - للأسف - يعاني منه الكثير من الناس حاليًا حول العالم. فعلى الرغم من الإيجابيات العديدة التي وفرتها لنا التقنية إلا أن الانعزال عن الواقع يعتبر أحد أبرز المخاطر التي تهدد المجتمعات والأفراد. وهذا الأمر نلحظه الآن في مجتمع الأسرة والعمل؛ فكثير من الأشخاص أصبح منعزلاً عن القريبين منه ومتصلاً بعالم افتراضي مليء بالغموض والعزلة، وأصبح إدمان التقنية أمرًا ملحوظًا، يعاني منه الكثير. فعلى سبيل المثال: في المنزل يجتمع أفراد الأسرة في مكان واحد، ونجد الغالبية منهم حاضرين بأجسامهم فقط، بينما عقولهم مرتبطة ومنعزلة مع عوالم افتراضية؛ فانعدم الحديث الأسري الجماعي، وأصبح الجميع منشغلاً ومنعزلاً عن الواقع. وفي مجتمع العمل يحدث الشيء نفسه، وفي المناسبات، وغيرها. كما أشار العرض المرئي إلى أننا مقدمون على تطورات تقنية هائلة، وتأثيرها الاجتماعي الإيجابي والسلبي سوف يكون كبيرًا، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: الحاسوب في جيبك، السيارة ذات القيادة الذاتية، المنزل الذكي المتصل بكل شيء، العملة الإلكترونية، أجهزة الإنترنت القابلة للارتداء، وغيرها. وبالتالي علينا جميعًا أن نستعد لذلك، ونهيئ بيئتنا الأسرية لمثل هذه التطورات، التي سيكون لها تأثير سلبي على السلوك الاجتماعي للمجتمع والأفراد.