فن إبداعي جديد وأسلوب ابتكاري حمله من عالم تصميم الإعلان إلى عالم الفن ليس في لبنان فقط، بل إلى العالم، هو المصمم والرسام اللبناني راغب أبو حمدان، الشاب الموهوب الذي درس غرافيك ديزاين، وبرزت موهبته من عمر 13 سنة، حيث كان يشتري برامج الألعاب ليس للعب، بل لتصميم المواقع من خلالها، وطور نفسه بالدراسة، حيث دخل المعهد ودرس فنون الإعلان، وثم تخصص في الجامعة بغرافيك ديزاين. وابتكر أسلوباً جديداً بالرسم بالتقنيات الحديثة، حيث حمل الحرف وطوّعه ليصير لوحة فنية تتحدث وتقرأ وتترجم أشعاراً وقصائد وأفكاراً. التقت «الجزيرة» بالرسام راغب أبو حمدان الذي شرح أفكاره، وقال في حديثه: إنه أراد التمييز بالعمل من خلال أن تركيزه على الحرف العربي وتطوير الرسومات من خلال الأحرف اللاتينية أحياناً. وقال: دافعي الأول أن أتميز بأسلوب خاص بي، ونظراً لحبي للخط العربي الذي هو فن بحد ذاته، من أجمل الخطوط في العالم، وأحببت أن أجدد أسلوبي الذي ابتكره لهذا السبب اخترت أن يكون الحرف العربي بارزاً بتصميمه وشكله، واتخذت من اللوحات أشكالاً يمكن أن تقرأ وليس أن تُرى فقط. وعن الصعوبة التي تواجهه باستخدام التقنيات الإلكترونية قال: كل شيء في البداية نجد فيه صعوبة، ومع الوقت تتحسن الأمور ونتطور، خصوصاً أن التقنيات الحديث تسّهل علينا وتوفر الوقت والعمل، فطالما أن التقنية ستساعدنا على تقديم النتيجة الممتازة لا أمانع باستخدامها، خصوصاً أن كل عملي من خلال تقنية «ديجيتال آرت»، وهو يخفف الضغط ويصير هناك رواج أكتر للوحة التي تتحول إلى تحفة فنية ويمكن لأي شخص أن يضعها في منزله. وعن خوفه من نسخ لوحاته المعروضة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، يقول أبو حمدان: نحن نعاني من هذا الموضوع ليس فقط بأن نسخ اللوحة بل من سرقها أيضاً، لهذا أحرص على أن يكون اسمي جزءاً من اللوحة، وأضع شعاري عليها بشكل واضح. وعن حمايته لأعماله الفنية قال: نعاني في العالم العربي من سرقة الأعمال الإبداعية بشكل عام.. ومن ناحيتي واجهت تشويه لعملي أكثر من السرقة واستخدام اللوحة فقط، ما اضطرني لعرض مقارنة بين عملي الأصلي وبين من يسرق ويشوه الصورة على مواقع التواصل، خصوصاً أنه لا توجد حماية فكرية أو منع القرصنة. وعن تحويله تصميم الإعلان إلى لوحة فنية يقول راغب أبو حمدان: أضع أمام الأفكار التي يجب أن تصل إلى المتلقي بشكل جمالي يرسخ في أذهان الناس، مثلاً خلال مؤتمر الجمعية العمومية للكتّاب والأدباء في سلطنة عمان لمناسبة تكريم الشاعر الراحل محمد الخروسي، رسمت وجهه الرسام بكل أحرف شعره، وإذا قرأ المتلقي اللوحة يعرف متى ولد ومتى توفي وكل تفاصيل أعماله؛ وعرضوا اللوحة خلال المؤتمر ثم أهدوها إلى عائلة الفقيد. وعن استخدامه الأحرف العشوائية في الرسم الوجه قال: في لوحات فيروز وصباح مثلاً رسمت بأحرف عشوائية، أحببت التمييز بالحرف العربي واخترت أن ينتشر الحرف في الوجه ولم أضع أغنياتهما وأعجب الناس. مثلاً جبران خليل جبران الوحيد الذي رسمت وجهه بالأحرف الأجنبية من قصائده وكلماته، بينما محمود درويش رسمت لوحته بعناوين قصائده مكتوبة كلها بوجهه. وعن الصعوبة في رسم الأحرف وإمكانية رسمه الحرف بالألوان الزيتية أوضح قائلاً: تأخذ اللوحة مني وقتاً لهذا أركز كثيراً وأعطي اللوحة وقتها لتأتي دقيقة دون تشويه، وفي الوقت نفسه يستطيع المطلع أن يقرأ.. ويمكن أن أنفذ اللوحة زيتياً ولكني واجهت صعوبة فيها، كون هناك كلمات أو أحرف قد تنقص عن 0,5 ملم، وتكون صعبة، بينما يساعدني الديجيتال بإنتاج عمل كامل أكثر من الرسم. وعن نشر أعماله على وسائل التواصل قال: تركيزي على وسائل التواصل الاجتماعي لأنها ساهمت بانتشار أعمالي أكثر إلى العالم وعرفني العرب والأجانب وأعجبوا بأعمالي وطلبوا مني تنفيذ لوحات خاصة بهم بالحرف العربي ساهمت بنشر أسلوبي ليصل إلى العالم وينتشر الحرف العربي، وشعرت أنها عوضتني عن تنظيم معرض وأدعو إليه الناس خصوصاً أنني إركز على الرسم بهذا الطريقة منذ ثلاث سنوات.