كان طالباً خلوقاً في المرحلة الابتدائية، وكان من الطلبة الذين نعتمد عليهم في الأنشطة واليوم المفتوح والرحلات والمشاركات اللامنهجية بمدرسة القصب الابتدائية بخفته وسعة صدره وابتسامته. ولم يكن يغضب أبداً أو يرفض طلباً من معلميه أو زملائه رغم صغر سنه وهو لا يزال في المرحلة الابتدائية، وكان مثالياً في الخلق والأدب وحسن التعامل، بعدها واصل دراسته القصيرة والتحق بالحرس الوطني فنياً بقوات الحرس، وشارك مع أبطال الحرس الوطني في الحد الجنوبي دفاعاُ عن الوطن. وكان رغم صغر سنه لم يكن يشتكي أبداً ، وكان يتحمل الصعاب، ولكنه لم يكن يهوى الدراسة رغم انتظامه بشكل مستمر وتأديته لواجباته بشكل جيد، ولكن يبدو أن هدفه ليس أن يكون موظفاً أو معلماً أو مهندساً، ليجلس على مكتب يوقع أو يحرر عدداً من الأوراق أو المعاملات، فقد كان منذ صغره محباً للعمل اليدوي ويتفنن ويبدع في عمل عدد من الأشياء التي يكلف بها، ولا يمل من العمل بها مهما كانت متعبة أو شاقة أو تحتاج إلى نوع من الصبر والقوة، ويتعامل معها بشكل حتى لو أخذت وقتاً طويلاً، إضافة إلى حبه للحركة والرياضة وغيرها من الأعمال المهنية والفنية الحركية، ومنذ أيام أتته المنية في الحد الجنوبي وهو يتعامل مع زملائه متنقلاً في الذود عن حدود الوطن ويؤدي واجبه الوطني دفاعاً عن دينه ووطنه بكل قوة وأمانة، مقدماً روحه فداء لوطنه ومعه عدد من زملائه في مختلف التخصصات والمجالات، يسهرون لراحة الجميع ويتعرضون للموت والإصابات من أجل دينهم ووطنهم .. رحم الله المتوفين منهم ودعواتنا بالشفاء العاجل للمصابين منهم وأن يحفظ جنودنا البواسل من كل سوء، وأن يعودوا إلى أسرهم منصورين بإذن الله. رحمك الله أبا فيصل فقد أحزنت والديك وإخوتك وأبناءك بعد فقدك ولكن عزاءنا وعزاء الجميع أنك من الشهداء إن شاء الله، وإن وفاتك لم تكن في بيتك بين أهلك، بل في الدفاع عن حدود وطنك موت العزة والكرامة، كان والده حفظه الله متماسكاُ وكأنه يستقبل مهنئين بابنه العائد من السفر، وكان رابط الجأش يستقبل المعزين بكل قوة وثقة وإيمان بالقضاء والقدر وإن الموت حق وإن ابنه إن شاء الله من الشهداء. وقد كان لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز لمنزل الشهيد خالد أبوحيمد بالرياض الأثر الكبير في التخفيف من معاناة أبنائه وزوجته ووالديه وكل من حوله من أقاربه ومحبيه وزملائه الذين ذرفت عيونهم دمعاً على فراق أبي فيصل. لقد كان وقع الخبر كالصاعقة علينا جميعاً فهو نعم الطالب المطيع لنا في المدرسة سابقاً، وكأنه أحد أبنائنا لا نجد حرجاً في الكلام معه، خدوماً مطيعاً باراً بالجميع والديه وأساتذته وكل كبير له حق عليه وعلى غيره ممن هو في سنّه، لقد كان رحمه الله نعم الجار في القصب مع والديه وإخوته عندما كان شاباُ قبل ان يتزوج وينتقل إلى مدينة الرياض ويلتحق بالحرس الوطني، وكان لا يتأخر بالحضور إلى مسقط رأسه القصب مقر سكن والديه وبعض إخوته وأقاربه، لا يترك مناسبة الا كان حاضراً فيها ولا عيداً إلا كان من أوائل الحضور مبتسماً وعطوفاً على كل صغير ومقدراً لكل كبير. رحمك الله يا خالد وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وزوجتك وأبناءك وأقاربك ومحبيك الصبر والسلوان على فراقك و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.