هي إرادة الله ولا راد لقضائه، وهذا طريق كلنا سائرون فيه (إنه الموت) الذي هو نهاية حتمية لأي كائن حي مهما طال عمره، ففي الأسبوع قبل الأخير من شهر ربيع الأول 1436ه تلقيت خبراً مفاده وفاة رفيق الدرب الإعلامي والعملي الزميل علي بن عبد الله العرف - يرحمه الله - ووالدينا ونحن وجميع موتى المسلمين، كان الفقيد مثالاً للرجل الخلوق الورع التقي المحافظ على صلاته، وهذا الشيء أنا واثق منه فقد جمعتنا الدورة الوحيدة الخارجية التي رُشحنا لها من قِبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني (دورة إعلامية) في ماليزيا كنا نؤدي الصلوات في وقتها طبعاً جمعاً وقصراً. امتاز - يرحمه الله - بالصراحة وحب المرح والفكاهة، كان متميزاً في كل شيء، كما كان نقي السريرة واضحاً لا يعرف المجاملة أو المداهنة، خدم الإعلام السعودي من خلال عمله في محطة تلفزيون القصيم وإدارة العلاقات والإعلام للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالقصيم، حيث كان مثالاً للحيوية والنشاط والهمة من خلال البرامج التلفزيونية والمطبوعات الإعلامية والتقارير والكتيبات التي تُعرّف بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. رحل - يرحمه الله - وكنا نحلم جميعاً أن نلتقي في دورة مماثلة خارجية بعد تلك الدورة اليتيمة، لكن - إن شاء الله - يكون مكاناً في الجنة التي هي أكبر أحلام كل مسلم. بقلب مؤمن راضٍ بقضاء الله وقدره، أودعك أخي الحبيب وأسأل المولى العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته، وأن يجمعنا بك في جنة الخلد والخلود الأبدي، وعزائي لأسرتك وأهلك وإخوتك ومحبيك، وأخص بالعزاء أبناءك عبد الله وأشقاءه وشقيقاته وكل من تربطه بك علاقة، وأن يلهم أسرتك الصبر على فراقك، وعزاؤنا وعزاؤهم أن هذه نهايتنا جميعاً، تغمدك الله بواسع رحمته، وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان على فراقك. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.