{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} هذه الحقيقة التي لا تكاد تقف دقيقة واحدة تحدث وتتكرر بلا توقف بحيث تكون الحياة يكون الموت، وعلى الرغم من هذه الحقيقة الجلية إلا أن الإنسان يفجع والعين تدمع والقلب يحزن عن فراق حبيب أو قريب أو إنسان له أثر دائم في حياة الأمة، ونحن نعلم علم اليقين أن الإنسان مهما طال عمره ومقامه في هذه الدنيا فإنه لا بد راحل، هكذا سنّة الله في خلقه ولن تجد لسنّة الله تبديلاً. وفي يوم الاثنين 12-12-1435ه أديت الصلاة على العقيد طيار ركن بندر بن محمد بن عبد الله العييد في مسجد الملك خالد في أم الحمام بمدينة الرياض، وقد امتلأ المسجد بالمصلين الذين توافدوا من جميع أنحاء الرياض والخرج والدلم من أرحامه ومحبيه وعارفيه وزملائه في العمل، (قاعدة الرياض الجوية) من ضباط وصف ضباط. وكل ألسنتهم تلهج بالدعاء له بالمغفرة والرحمة والفوز بالجنة والنجاة من النار، وقد رحل العقيد بندر بعد معاناة مع المرض ورحل من الدار الفانية إلى الدار الباقية، فذرفت الدموع وتوجّع الأهل والأقارب والزملاء والمحبين وكل مَن عرفه وتعامل معه وقابله، وكان - رحمه الله- إنساناً وتتجلّى إنسانيته في تصرفاته وتعامله مع الآخرين، وكانت أخلاقه العالية علامة بارزة في سيرته الطيِّبة، وكان من الطيارين السعوديين الذين يُشار إليهم بالبنان في علم الطيران، وكان مخلصاً في أداء عمله محباً لزملائه في عمله، وكان باراً بوالده الأستاذ الفاضل محمد بن عبدالله العييد أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وبوالدته رحمها الله رحمة واسعة (الجوهرة بنت عبدالعزيز الدريهم) وإخوته وأخواته متعهم الله بالصحة والعافية، وأجداده رحمهم الله ومن له صلة بهم، وكان واصلاً لرحمه حريصاً على زيارتهم في الأعياد والمناسبات، حيث كان حريصاً رحمه الله وإخوته الكرام على زيارة أرحامهم وأقاربهم في مدينة الدلم في الأعياد والمناسبات ومن ضمن هذه الزيارات زيارة والدي رحمه الله رحمة واسعة (الشيخ علي بن زيد الدريهم) عمهم من جهة والدتهم للسلام عليه والاطمئنان على صحته أثناء حياته، سائلاً الله أن يكون ذلك في موازين حسناته يوم القيامة. ها أنت يا بندر ترحل عن هذه الدار الزائلة إلى الدار الباقية فذرفت الدموع وتوجّعت قلوب أهلك وزوجتك وأرحامك ومحبيك وعارفيك وكل من تعامل معك على فراقك المحزن. وفي الختام أسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنك فسيح جناته ويلهم أهلك وزوجتك وأبنائك الصبر والسلوان وأن يبارك في ذريتك ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عزَّ وجلَّ: إنِّا لله وإنِّا إليه راجعون.