لو توقفت الصحف ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام التقليدية عن (نشر أو بث) أي أخبار جديدة (ليوم واحد) فقط، هل ستتمكن وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة من الاستمرار في تقديم محتوى كاف من الأخبار والأحداث والتعليق عليها لهذا (اليوم تحديداً)؟! لا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي الاكتفاء بذاتها فقط، لتُدوِر أو تبث محتوى جديد، دون الاعتماد في البداية على ما تم ضخه عن طريق وسيلة إعلام تقليدية؛ بمعنى أن معظم ما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي هو نتاج محتوى وسائل الإعلام التقليدية، هذا الأمر يجعلنا نتحدث عن تحول الصحف الذكية لتقديم المحتوى بقالب (رقمي) مواز للصيغة الورقية المعمول بها الآن، للحفاظ على ذاتها ومكانتها والاستفادة من اسمها وسمعتها وإمكاناتها البشرية والمادية التي طورتها خلال عقود طويلة! صحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليومية، ونسختها الأسبوعية (إندبندنت أون صنداي) ستوقف نسختها الورقية نهاية مارس، لتكون أول صحيفة بريطانية تتحول إلى صيغة رقمية بعد ثلاثة عقود من النشر الورقي، هناك صحف فرنسية وأميركية تخطو الخطوة ذاتها، فهل هذا انتحار بطيء؟ أم هي خطوة ذكية وعملية من هذه المؤسسات الصحافية للتواصل مع الجمهور الجديد؟! القضية أشبه بتطوير (أصول)؟ فأصل الأخبار ومنشؤها من المؤسسات الصحافية التي تملك (مُراسلين ومُحررين) ومصادر متنوّعة، وتحظى بقبول وثقة كبيرة، فمهما تطورت شبكات التواصل لا تحظى بالثقة ما لم تستند على وسيلة لها (أصول إعلامية)؟! في عالمنا العربي الأذكياء فقط يتطورون، رغم أنه يعز علينا التخلص من الورق، ولكن المُثير هنا أن تطور الدول بات يقاس بمدى قدرة المواطن على التواصل الإلكتروني أو ما بات يُسمى (بالحكومة الإلكترونية)، وصولاً لفواتير (الكهرباء والماء) وحتى في (إيداع المُرتبات)، بل وفي تسجيل (المخالفات) ودفع قيمتها.. إلخ! هذا التطور أنتج لنا (جيلاً رقمياً) يجب التعامل معه وفق نظرية (الصحف) وشبكات التواصل؟! فالجيل الجديد لا يستطيع الحوار معك (وجهاً لوجه) بالكفاءة نفسها التي ستحصل عليها لو كان الحوار رقمياً عن طريق (الشات) أو أي من شبكات التواصل الاجتماعي، وبالتالي هو ينتظر المعلومة أو الخبر بذات الأسلوب؟! وعلى دروب الخير نلتقي.