يلعب اللون والريشة دورا كبيرا ومهما في توجيه الرأي العام وتغيير قناعات الناس ولا يقل دورهما أهمية عن دور البندقية في أرض المعركة وقدرته على رصد الواقع اليومي والساخر وكانت لعاصمة الثقافة اليمنية دورا رياديا ومهما في الحضور والتواجد على كافة المستويات النضالية في أرض المعركة حيث ترك العديد من أبنائها القلم ليحملوا البندقية في مواجهة المليشيات الانقلابية وتواجد في أرض المعركة الطبيب والمهندس والمعلم والعديد من حاملي الشهادات الجامعية العليا فيما تواجد العديد منهم أيضا على الجبهات الأخرى عبر القنوات الإعلامية والصحف وصفحات التواصل الاجتماعي. فن الكاريكاتير هو الآخر كان له دور بارز في مساندة الشرعية ورفض الانقلاب، ويعتبر رشاد السامعي أحد أبرز فناني الكاريكاتير في المشهد الحالي، وقد رصد بريشته تفاصيل الواقع اليومي للحرب التي تشنها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على اليمن واليمنيين. وتحدث للجزيرة عن أهمية اللون والريشة في معركة الكرامة والحرية؛ حيث قال « للكاريكاتير عموما دور كبير في توجيه الرأي العام ونقد كل الاختلالات المجتمعية كانت سياسية أو اجتماعية أو غيرها فهو يختزل بفكرته وبساطته الكثير من المواضيع ويبقى عالقا في الذاكرة لسنوات طويلة، وبحكم الظرف الذي تمر به اليمن كان لا بد للفن أن يقوم بدوره، ومن هذه الفنون فن الكاريكاتير « ويرى السامعي أن الفنان له أدواته التي يقاوم بها كاللون والريشة. معبراً بمشاعر الحزن وألم عما قامت به الميليشيا الانقلابية بحق الإعلام اليمني من إغلاق للصحف والإصدارات وحجب الكثير من المواقع الإلكترونية وكيف أن مواقع التواصل الاجتماعي بقيت هي المتنفس الوحيد له والتي بواسطتها يوصل رسالته من خلال الأعمال الفنية المجسدة للواقع والساخرة من همجية المليشيا، ويضيف السامعي «واجهت أعمالي الكثير من النقد وصل الى حد التخوين والعمالة من قبل المليشيات التي لا تؤمن سوى بنفسها وأفضليتها وتعتبر ناقدها ورافضها كافرا مباح الدم، وإن لم يقتل فقد يختطف ويعذب وقد يتم تفجير منزله بكل بساطة « وعن المخاطر التي تواجه الفنان، قال السامعي «لقد نصحني الكثير من أصدقائي بالتوقف عن استفزاز المليشيات برسوماتى الكاريكاتيرية، كوني أصبحت هدفاً مشروعاً لعصاباتهم، لكني رفضت الانصياع لتلك النصائح وازدادت قناعتي بما أقوم به، لاسيما وأنا اشاهد كل يوم بأم عيني جرائم الميليشيا في تعز وغيرها من المدن اليمنية» . وأضاف «عندما أرى تضحيات المقاتلين على الأرض وكيف يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل الحرية وكيف يتحملون الجوع والعطش والبرد والألم والجروح أشعر بالخجل مما نقدمه نحن كفنانين مقابل ما يقدمونه من تضحيات في جبهات القتال، لذا من الصعب التخاذل في هذه المواقف والتاريخ لن يرحم، وأسأل الله أن يثبت أقدام رجال المقاومة في الميدان وأن يعيننا على القيام بما يجب من خلال ما نستطيع القيام به وهو الكاريكاتير كأقل القليل «