قال معالي وزير الصحة رئيس الدورة الأربعين لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح: يُعَدُّ السرطان مشكلة صحية بالغة الخطورة تجتاح الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وهو يعد السبب الثاني للوفاة في العالم، إذ بلغت حالات الإصابة بمرض السرطان أكثر من 14 مليون مريض في العام (2012)، ويتوقع أن يرتفع العدد ليقارب 21 مليون مريض بحلول عام (2030). وأضاف معاليه خلال تدشينه للحملة الخليجية للتوعية بالسرطان في قاعة الاجتماعات الكبرى بوزارة الصحة بالرياض أمس: لقد أوردت منظمة الصحة العالمية أن (40%) من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها، و(40%) من الأمراض السرطانية الأخرى يمكن الشفاء منها في حال تم تشخيصها مبكراً ومعالجتها فوراً، وهو ما دفع بالقائمين على هذه الحملة على إطلاقها تحت شعار 40/40. وأردف بقوله: نحن في خليجنا العربي لسنا بمنأى عن هذا المرض الخبيث، فقد تم تسجيل أكثر من (119) ألف حالة سرطان بين مواطني دول المجلس خلال عشر سنوات، ويتراوح معدل الإصابة بالسرطان لكل دولة ما بين (72-158) لكل مئة ألف نسمة، ومن المرتقب أن ترتفع حالات الإصابة بمرض السرطان في منطقة الخليج إلى الضعف خلال السنوات العشرة القادمة نظراً لتغير نمط الحياة وتزايد مؤشرات الخطورة من تعاطي التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني وغيرها من المسببات البيئية والتغيرات في الطفرات الجينية, إضافة إلى أن المجتمع الخليجي مجتمع لا تزيد أعمار 60% من مواطنيه على 21 سنة, ويتوقع أن ترتفع نسبة الإصابة بالسرطان تلقائياً عند تزايدهم في العمر. ونوه أنه مما لا شك أن إتباع نمط حياة صحي يشكل السبب الرئيس في نجاح برامج مكافحة السرطان وتخفيف الأعباء الناجمة عنه اقتصادياً واجتماعياً وصحياً..، ومن هذا المنطلق، فإن الجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان والوقاية منه لابد أن ترتكز على: زيادة مستويات المعرفة المجتمعية بالمرض ورفع معدلات التثقيف الصحي لتمكين المرضى من تحقيق الحماية الوقائية والاكتشاف المبكر للمرض، وكذلك السعي نحو معدلات أعلى لجودة الحياة الصحية، وتوفير مشاركة عالية لمؤسسات المجتمع المدني - كشركاء نجاح - في هذا الشأن وعلى كافة المستويات الأهلية والعلمية والقطاع الخاص والحكومي لجعلها قضية وطن بالكامل بمختلف قطاعاته، وتحقيق التكاتف والتعاون والتكامل لمواجهتها، والتأكيد على الاستمرارية والاستدامة، بحيث تتكامل هذه الحملات الخليجية السنوية مع الخطط التنفيذية المعتمدة لمكافحة السرطان لضمان تغيير السلوكيات المجتمعية غير الصحيحة وخفض معدلات ما يطلق عليه مسمى «عوامل الاختصار المؤدية للسرطان»، وإبعاد الكثير من الأوهام حول هذا المرض وإزالة الإحساس بالوصمة المجتمعية لدى البعض، والتأكيد على معدلات الشفاء العالية في المراحل الأولى للمرض، والتأكيد على الدعم النفسي المجتمعي لهؤلاء المرضى وذويهم. وأعرب معاليه عن تقديره وشكره لمبادرة المركز الخليجي لمكافحة السرطان والاتحاد الخليجي للسرطان في إطلاق هذا الأسبوع الخليجي والإعداد له بشكل قوي وفاعل تزامناً مع اليوم العالمي للسرطان. وكذلك على جهود المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي تحت قيادة مديره العام الدكتور توفيق بن أحمد خوجة ومستشفى الملك فيصل التخصصي في دعم هذه الحملة. واختتم كلمته بأن هذا العمل النبيل والجهد الخير سيسهم في تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكل قادة دول الخليج العربي نحو رفع المستوى الصحي في بلادنا، ولا شك أن مكافحة هذا المرض والوقاية منه مسئولية في أعناق القائمين على قطاع الصحة والمجتمع ككل، وأنا هنا نيابة على المجتمع الخليجي أحيي كل من يعمل على هذا، سائلاً له التوفيق والنجاح.