انحن لكي تقطف زهرة تشتم منها نسيم الربيع، انحن لتتناول علبة من وسط طريق عام، انحن لتزيل دمعة قاهرة ليتيم ولتمسح على رأسه عل تلك القسوة تلين! انحن لكي تشتري من أصحاب البسطات البسطاء، انحن لكي تكسر كبرياء قلبك، انحن لتنظر نحو العالم السفلي من حياتك، انحن في غطرستك للفقراء حتى تتحطم، عش ناظرا لمن هو دونك في العيش لترى تلك النعم التي حرمها الكثير وقد كسيت بها انت! انحن في تناول قلم سقط من يدك، حذاري استلامه بقدمك فلم يجعل لذاك! انحن نحو الأحياء الفقيرة وابق في زاوية قريبة من حياتها! انحن في نظرتك نحو الضعفاء وأصحاب الهموم ماذا ستشعر تجاههم؟ سيشعروا هم بك أيضا بنفس النظارة التي كنت ترتديها! فما رأيك؟! عامل الناس كما تحب أن يعاملوك قاعدة ذهبية نفتقدها كثيرا في التعامل مع الآخرين، نحب التواضع ونكره الكبر وإلا لكنا شابهنا إبليس في تكبره، وفرعون في بطشه، وقارون في غطرسته، من كنا حتى تبقى انوفنا تناطح السحاب! لسنا سوا نطفة حقيرة مهينة! كلنا من تراب وأبونا من تراب! أبو طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام في النار، وهو سيد من سادات قريش، وبلال عبد حبشي في الجنة! المقياس الذي نقيس به أنفسنا في زمن الشكليات والمظاهر هو ما بدء بصياغة عقولنا وبدء بتشكيل ثقافة أن من يخالفنا في تتبع تلك الموضى شخص رجعي، متخلف، جاهل، والمقياس الرباني الذي وضع لأجل أن يتساوى الناس هو التقوى، الأخلاق الحسنة هي التي تدفع عجلة تعاملنا مع الآخرين وتقديرهم، والأخذ برأيهم ولننظر إليهم نظرة العدل والخير والسعادة للأمام! راجع علاقاتك بالآخرين، في نظراتك الخائنة للآخرين، في تلك النكت السوداء المحيطة بقلبك، انحن بها حتى تضمحل، حتى تزول بلا رجوع! انحن وغادر أولئك المتكبرين كي تملأ قلبك انشراحا وسرور... انحن.