فقد الوسط الشبابي والرياضي في المملكة هذا الأسبوع رمزاً من رموزه الأوائل، ورائداً من رواد وبناة تطوره ونموه في مرحلة التأسيس الشبابي والرياضي في المملكة هو الأخ العزيز والزميل الكريم الأستاذ محمد بن نمشان رحمه الله وغفر له.. فقدنا الرجل الفاضل كريم الشمائل نقي السريرة ذا الخلق الكريم، والذكر الحسن. محمد بن نمشان اسم عريق من أبرز مؤسسي الحركة الشبابية والرياضية في المملكة، وخاصة في منطقة الطائف، حيث أسس وقاد العمل الشبابي والرياضي، عرفنا أبا سلمان قائداً للمعسكرات الشبابية والكشفية ورجلاً ميدانياً آمن بالعمل التطوعي الشبابي، وتخرج على يديه كوادر شبابية قادت العمل الشبابي وبرزت فيه، لقد عرفنا نحن الجيل الذي جاء بعد ابن نمشان رحمه الله كيف هي قيمة العمل التطوعي بما فيه من الايثار وانكار الذات وخدمة المجتمع، وهكذا آمن الرجل وأخلص لعمله الشبابي والرياضي الذي أحبه وعشقه منذ بداياته إذ كان يهوي الرياضة وخاصة الفروسية - كما يقول ابنه المهندس سلمان مدير استاد الملك فهد الدولي سابقا - حيث كان فارساً يعشق الفروسية والخيل في بداية حياته كما كان مثقفا قارئا لديه مكتبة عامرة بمختلف المعارف. أقول إنه نعم الفارس في أخلاقه وتعامله ودماثة أخلاقه.. وإخلاصه لوطنه وأمته، وقبل ذلك دينه وقيمه التي كان حريصاً عليها.. رحم الله ذا الخلق الرفيع الذي تعلمنا منه كيف هي قيمة العمل الشبابي ولا أنسى - كما قلت - حبه للعمل الميداني خاصة في أيام الصيف حيث تنشط الحركة الشبابية والرياضية في مدينة الطائف، وتقام معسكرات الشباب التي كان النمشان ربانها وقائدها وكذا معسكرات الكشافة في خدمة الحجيج ولذلك فلا غرابة إن قلت إن محمد بن نمشان هو من رسخ قيم العمل التطوعي الشبابي الميداني، وشهادتي فيه في هذا المجال مجروحة حيث عشنا سويا في الاهتمام بالعمل الشبابي, وكان -رحمه الله - أنشط مديري المكاتب في العمل التطوعي الميداني، أسهم بجهد وافر في إنشاء مقر المعسكرات الشبابية في الطائف.. هذا كله في مجال الشباب أما في مجال الرياضة فالحديث يطول عن ابن نمشان الذي إذا ذكرت الرياضة في الطائف ذكر اسمه. أسهم بدعم من الأمير خالد الفيصل ثم من الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في تطور ونمو الرياضة هناك.. وعلى ذكر الأميرين الكريمين فقد حظي المرحوم بتقديرهما وتشجيعهما سواء في البدايات الأولى في عهد الأمير خالد أو بعد قيام جهاز الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عهد الأمير فيصل.. والرياضة كانت بالنسبة للمرحوم النمشان محطته الأولى، حيث لعب في نادي نسور الطائف ثم نادي التضامن، بل لفرط حبه للرياضة كان يحتفظ - كما يقول ابنه م سلمان - بسجلات لاعبي المنطقة في مكتبه، ثم تدرج في الأعمال الإدارية في القطاع الصحي لكنه وجد نفسه في الرياضة والشبب فأمضى كل خدماته في هذا القطاع فكان بالإضافة إلى عمله كمدير لمكتب رعاية الشباب بالطائف عضواً في بعض الاتحادات الرياضية.. وكان حلمه وجود منشآت رياضية حديثة في الطائف فكان له ما أراد وتحقق ذلك بدعم الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وأنشئت مدينة الملك فهد الرياضية بمرافقها المتكاملة.. فأعادت المناشط الرياضية للمنتخبات السعودية والاتحادات الرياضية وإقامة معسكراتها ودورة المصيف وغيرها.. رحم الله أخانا الغالي أبا سلمان الذي نحت في الصخر وكافح واجتهد وأخلص حتى غدا نموذجاً يحتذى به في العزيمة والتفاني.. ورمزا.. ورائداً قدم جهده وعطاءه لخدمة وطنه وأمته.. أحبه الرياضيون والشباب وألفته مدينة الطائف وألفها.. هاتفته قبل أن يشتد عليه المرض فكان يحمد الله دائماً ويثني عليه. رحم الله النمشان الذي عاش عفيفا نقيا ومات كريما وكنت أتمنى لو تم تكريمه وتقديره قبل رحيله. خالص العزاء لابنيه الزميلين المهندس سلمان والأخ خالد وإخوتهم وإخواتهم وأهلهم وذويهم.. والحمد لله رب العالمين، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. بقلم: منصور بن عبد العزيز الخضيري - وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب (سابقاً)