تحل علينا الذكرى الأولى لبيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وهي مناسبة غالية وعزيزة على نفوسنا جميعًا، بما تستدعيه من المعاني والقيم النبيلة التي درج عليها أبناء هذه البلاد المباركة مع قادتهم الميامين منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- مرورًا بعهود أبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله جميعًا-، وصولاً إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- الذي استلم الأمانة من أخيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي قاد بلاده إلى مزيد من النماء والرخاء، وسخر حياته لخدمة دينه وشعبه وأمته. وعلى نفس النهج تمضي بلادنا الغالية وتتواصل المسيرة في طريق المحبة والوفاء -بفضل الله- ثم برؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي يعمل في ظل الظروف والتحديات التي تعيشها المنطقة في هذه المرحلة، بعزيمة وإيمان راسخ على قيادة المملكة، وحماية مقدساتها والمحافظة على مكتسباتها، وهو ما يتحقق -بفضل الله عزّ وجلّ أولاً- ثم بتضحيات وبسالة رجالنا الأبطال من القطاعات العسكرية كافة. إن مما تستدعيه هذه الذكرى الغالية أن نستشعر الأمانة الملقاة على عواتقنا جميعًا تجاه بلادنا الغالية وأن نتحمل المسؤولية -كل من موقعه وفي مجاله- ونسهم بالعمل الجاد والتفاني في أداء الواجب، فالأوطان لا تتقدم ولا تزدهر ولا تحافظ على سيادتها وتحمي مكتسباتها إلا بوحدة الصف بين الشعب والقيادة، وهو ما سطرته صفحات التاريخ المعاصر منذ أن تبوأت المملكة موقعها على خريطة العالم، وما سيبقى -بمشيئة الله- ركيزة أساسية في العلاقة التي تجمع أبناء هذه البلاد الطاهرة في نسيج واحد لا تزيده الأيام إلا تماسكًا ورسوخًا، مستمدين دستورنا وسياستنا من كتاب الله -عزّ وجلّ- وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. وبهذه المناسبة، يشرفني باسمي وباسم منسوبي وزارة الحرس الوطني كافة من مدنيين وعسكريين، أن أجدد العهد والولاء الصادق لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، سائلين الله -عزّ وجلّ- أن يمدّ في عمره ويلبسه ثياب الصحة والسلامة، كما نسأله أن يكتب النصر والتمكين والعزة لأبطالنا البواسل على حدود الوطن، وأن يحفظ بلادنا ويديم عليها أمنها وأمانها واستقرارها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.