تحدث الدكتور خالد النمر استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب عن بعض النصائح التي يجب الأخذ بها في هذه الأجواء الباردة لصحة وسلامة القلب. وقال الدكتور النمر ل«الجزيرة» أن الجسم عندما يتعرض لدرجة حرارة أقل من درجة حرارته ولو بخمس درجات مئوية يبدأ بالتكيف للتعامل مع هذه البرودة بتسارع نبضات القلب ويرتفع الضغط 18-20 ملم من الزئبق وتنقبض الشرايين الطرفية لتمنع فقد الحرارة من الأطراف ويزداد استهلاك القلب للأكسجين ويتسارع التنفس كل ذلك يصب في توليد الطاقة الحرارية داخل الجسم والمحافظة عليها من التسرب إلى الخارج ، وفي الإنسان الطبيعي لا يشكل ذلك مشكلة ، لكن المشكلة أن أكثر من يتعرضون لمشاكل البرودة في الشتاء كبار السن الذين هم عرضة لأمراض شرايين القلب أكثر من غيرهم... فمن لديه تضيق في شرايين القلب قد يسبب ذلك الجهد الإضافي ألماً يسمى الذبحة الصدرية «قديما» أو قد يزداد فيسبب له الجلطة القلبية. وأوضح الدكتور النمر أن البعض يتصور أن الجاكيت هو الذي يدفئ الشخص، والحقيقة العلمية أنه لا يتعدى عن كونه يمنع تسرب حرارة الجسم إلى الجو البارد الذي يحيط به ، بدلالة أن المعطف أو ما يسمى بالفروة إذا تركته في جو بارد يصبح هو نفسه شديد البرودة بعكس المدفأة أو النار اللتين تعطيان الحرارة لمن حولهم، وهذا المفهوم هو توطئة لمفهوم هام جداً وهو تأثر كبار السن بالبرد فهناك عدة تحديات تحيط بهم أولها أن الطبقة الدهنية تحت الجلد لديهم رقيقة ولا تحتفظ كثيرا بحرارة الجسم ، وثانيا أن إدراكهم لمدى شدة البرودة ينخفض بسبب شدة البرد وتأثر الأعصاب الطرفية بالسكري وانعدام الإحساس الطرفي ، وثالثها وأهمها أنهم مظنة أمراض القلب وتضيق الشرايين ولذلك فهم أكثر عرضة للسعات البرد الشديدة وتأثيره على الأطراف والقلب، ونوه الدكتور النمر على أن يتأكد الأبناء من أن درجة الحرارة في غرفة كبير السن 25 درجه مئوية خصوصا في ظل انعدام التكييف المركزي وهذا من السهولة بمكان استخدام أجهزة التكييف الحديثة .