طالعت في «الجزيرة» ما كتبته الأستاذة صيغة الشمري في 4 صفر 1437 هجري تحت عنوان (عندما تغضب الجامعة)، وكانت الأخت الفاضلة صريحة في كلماتها. التي تعبر عن اعتراضها على بعض عقوبات إحدى الجامعات السعودية ضد بعض من طلابها بحجة الإساءة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهل تعتقد إدارة الجامعة أن قرارات العقوبات هذه التي تصل إلى الفصل هي العلاج الشافي لهذه القضية؟.. أعتقد أنها كما يقال (تزيد الطين بلة).. أين لغة الحوار معهم وسماع صوتهم والأخذ برأيهم إذا كان صحيحاً.. أو إخضاعهم في برامج على كيفية النقد والحوار والتعامل مع قنوات التواصل الاجتماعي.؟!. الجامعة منبر علم وتعليم وتثقيف وهي تخرج أجيالاً إلى ميدان العمل الذي فيه التعامل مع الجمهور.. أتمنى أن تعيد هذه الجامعة قراراتها ضد طلابها الذين هم أبناء الوطن.. ومازالت بعض الجامعات للأسف الشديد تصدر ما يطيب لها من القرارات بدون نظام واضح. نحن ولله الحمد والشكر في دولة يسودها النظام.. والدولة حريصة على أن لا يقع الظلم والجور على أحد يعيش في أرضها فكيف إذا كان من أبنائها وبناتها.؟. وقد تابعت في الآونة الأخيرة قبول الطلاب والطالبات في الجامعات وسمعت الكثير، وللأسف الشديد أن الواسطة منتشرة في الكثير من الجامعات. والأمر خطير جداً ومزعج وله آثاره السلبية الكبيرة على المجتمع. وخصوصاً أن ذلك يتعلق بالفيئة الغالية علينا جميعاً، وهم الشباب.. مستقبل الأمة. أسرة الطالب أو الطالبة خلال أكثر من 12 عاماً وهم في التعليم العام يتعبون ويسهرون ويصرفون الغالي والنفيس، من أجل أن يلتحق ابنهم أو ابنتهم في أحد الأقسام الجامعية التي يرغبونها. ثم تصطدم الأسرة في لحظة أن أحلامهم أصبحت سراباً وتبخرت بفعل فاعل بحجة اختبار القياس أو التحصيلي وغيره، وقد وضع ابنهم أو ابنتهم في طابور الانتطار الطويل أو في قسم جامعي يكون أدبي وشهادته الثانوية علمية أو عكس ذلك. وقد قال لي أحد الطلاب في إحدى جامعات المنطقة الوسطى، تخصص علمي في شهادته الثانوية التي حصل عليها بتفوق.. وقد وضعته الجامعة في أحد الأقسام الشرعية. وهو لا يرغبها.. وذهب يطالب هنا وهناك ولكن لا مجيب له.وقد نحرت أحلام الشاب من الوريد إلى الوريد.. والآن بعد القرار الحكيم من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بوضع التعليم العام والعالي تحت وزارة واحدة وهي وزارة التعليم يجب فوراً على الوزارة التصدى لهذه التجاوزات إن وجدت من بعض الجامعات، وإيجاد مكتب خاص بمتابعة شكاوى طلاب وطالبات الجامعات يكون مرتبطاً بالوزير مباشرة.. منها أن الطالب أو الطالبة يعلم أن هناك اهتماماً بسماع صوته ومحاورته، ويعلم سبب عدم قبوله بالجامعة أو وضعه في قسم لا يرغب فيه. وكذلك الحد من الإشاعات ضد الجامعات بتجاوز الأنظمة والواسطة الذي انتشر في الكثير من الجامعات ولكي لا يقال ذهبت بعض المقاعد الجامعية إلى طلاب أو طالبات لا يستحقونها، وسلبت من طلاب وطالبات ذنبهم الوحيد أنهم كانوا متفوقين في المراحل التعليمة العامة.. ولكن لا يملكون واسطة ذات المعجزات الغربية.. أتمنى من معالي وزير التعليم الخلوق الدكتور عزام الدخيل الذي عرف عنه فن الإدارة وعشق العدل والحق، الاهتمام بهذه القضية المهمة، وكيف وهي تخص الشباب.. ونسأل الله أن يحفظ من يطور ويدعم التعليم عموماً خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وبلادنا الغالية. ودمتم،،،