سلم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا في مقر المحكمة في لاهاي مذكرة حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطينالمحتلة. وشدد المالكي على أن المعلومات المقدمة اليوم من قِبل دولة فلسطين تشير إلى أن قضية بدء التحقيق الجنائي الفوري تعتبر قضية ملحة. وقال: «يحدونا الأمل في أن يصل مكتبكم إلى نفس النتيجة في أقرب وقت ممكن». وقال وزير الخارجية الفلسطيني للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية خلال اجتماع التسليم: «أعود إليكم اليوم والأوضاع في وطني فلسطين تزداد تدهوراً بفعل الممارسات غير الشرعية والجرائم التي ترتكبها سلطة الاحتلال بمسؤوليها ومستوطنيها، وما تؤمنه القوانين الإسرائيلية من حماية وإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم، بما فيها جرائم القتل، والإعدامات الميدانية، وهدم المنازل، والاعتقال التعسفي، وغيرها من أشكال الاضطهاد والعقاب الجماعي». وأضاف المالكي: «يشرفني أن أقدم اليوم إلى مكتبكم مذكرة تكميلية من دولة فلسطين. علماً بأننا قد قدمنا لكم سابقاً بلاغاً حول الحالة في فلسطين، خاصة الاستيطان، العدوان على غزة والأسرى، تلا ذلك مذكرة حول جريمة حرق عائلة الدوابشة الفلسطينية وإرهاب المستوطنين الإسرائيليين». وأشار المالكي في الاجتماع إلى أن تقديم هذه المذكرة يأتي تماشياً مع الفحص الأولي الذي فتحته المدعية العامة في 16 يناير الماضي حول الحالة في فلسطين. وقال وزير الخارجية الفلسطيني: «نأمل من خلال هذه المذكرة أن نساهم في تمكين ودعم جهودكم لتحديد أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم تدخل ضمن اختصاص المحكمة قد ارتُكبت في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية، على طريق مكافحة الإفلات من العقاب، وإعلاء العدالة، وتعزيز المساءلة لردع مجرمي سلطة الاحتلال من ارتكاب وتكرار جرائمهم». هذا، وفي مشهد اختلجت به القلوب، واختلطت به الدموع، احتضنت مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية مساء الجمعة خمسة من جثامين شهدائها الأطفال الذين أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مبقية على 12 جثمان شهيد من أبناء المدينة محتجزاً لديها، إضافة لواحد وعشرين شهيداً آخرين من أبناء الخليل أُعدموا على حواجز الموت التي نصبت بأمر من الحكومة الإسرائيلية، منهم 14 شهيداً في محيط الحرم الإبراهيمي الشريف. والشهداء الأطفال الذين تم إعدامهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد هم: دانيا جهاد أرشيد الحسيني - 17 عاماً، بيان أيمن العسيلي - 16 عاماً، طارق زياد النتشة - 16 عاماً، حسام إسماعيل الجعبري - 17 عاماً وبشار نضال الجعبري - 15 عاماً. وفي موكب مهيب انطلقت خمس مركبات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني برفقة ضباط الارتباط الفلسطيني والأمن الوطني إلى معبر ترقوميا حيث جرى تسليم جثامين الشهداء الأطفال، ومن ثم توجه الموكب إلى مقر المقاطعة في مدينة الخليل، حيث كان في استقبال الشهداء آلاف الفلسطينيين؛ إذ غصت ساحات المقاطعة في مدينة الخليل بالقيادات والشخصيات الرسمية والعسكرية والأهلية والفصائل والقوى والأحزاب لاستقبال الشهداء قبل نقلهم إلى مستشفى عاليه الحكومي، وتم تشييع الشهداء يوم أمس السبت بمشاركة رسمية وعسكرية وشعبية وصولاً إلى مقبرة الشهداء بالمدينة.