في السابع والعشرين من ذي القعدة من عام 1420 ه صدرت موافقة المقام السامي على إنشاء جائزة الملك عبد العزيز للجودة لتكون الجائزة الوطنية المتخصصة في الجودة والتميز بالمملكة، وذلك بهدف رفع مستوى الجودة والكفاءة والإنتاجية في مختلف القطاعات في المملكة، على أن يتم منحها للقطاعات التي تحقق مستويات عالية من التميز. ومنذ ذلك الحين والعديد من المنشآت في شتى قطاعات المملكة تتنافس للحصول على جائزة الملك عبد العزيز للجودة. وأشار الأمين العام للجائزة الدكتور سعد القصبي إلى أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة دأبت منذ البدء في تأسيس تلك الجائزة على أن تمثل جائزة الملك عبدالعزيز للجودة مرجعاً علمياً وفنياً للمنشآت الراغبة في تطوير خدماتها ومنتجاتها، مؤكداً أن تلك الجائزة تضاهي مثيلاتها من جوائز الجودة العالمية حيث تستند إلى معايير عالمية في رفع مستوى جودة السلع والخدمات وتحسين الأداء وتطوير ثقافة المنشآت نحو الجودة الشاملة والتميز، وتهدف إلى تطوير قطاعات الدولة المختلفة من خلال تطبيق منهجية ومعايير عالمية تؤدي إلى التميز في الأداء وتشجيع أفضل الممارسات، ولذا صدر عن الجائزة هذا العام نموذج التميز الجديد الموحد للمعايير على مستوى المملكة. فلسفة بناء نموذج الجائزة يولي العالم اليوم اهتماما متزايدا ببرامج وجوائز الجودة والتميز المؤسسي انطلاقا من أهميتها ودورها الملموس في تحسين الأداء والارتقاء بمستوى الخدمات والمنتجات المحلية وتمكينها من المنافسة الإقليمية والعالمية. وبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية ليست بمعزل عن كل هذا الحراك العالمي فقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماما كبيرا بتبني مفاهيم الجودة والتميز المؤسسي، وقد مثل اطلاق جائزة الملك عبد العزيز للجودة محطة مهمة في مسيرة الجودة والتميز المؤسسي بالمملكة والتي توجت هذا الاهتمام بإطلاق الرؤية الوطنية للجودة 2020 م، و التي تنص على أن تكون «المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان في عام 2020» وواكب ذلك قيام الهيئة السعودية للمواصفات و المقاييس والجودة بتدشين مشروع الاستراتيجية الوطنية للجودة حيث تم تبني نموذج جائزة الملك عبد العزيز للجودة كأساس لتحديد مستوى نضج مفاهيم الجودة والتميز المؤسسي وقياس جاهزية قطاعات الأعمال الرئيسية بالمملكة ومعرفة الفجوة الحالية في الطريق الى المستوى العالمي المستهدف بحلول عام 2020 م للخدمات والمنتجات الوطنية. وفي سبيل تمكين وتعزيز النموذج العلمي لجائزة الملك عبد العزيز للجودة للقيام بدوره الهام في هذه المرحلة الانتقالية في مسيرة الجودة الوطنية بالمملكة فقد روعي في تصميمه وبناء معاييره الرئيسية والفرعية عدد من العناصر الرئيسية لتجعل منه نموذجاً وطنياً موحداً للجودة والتميز المؤسسي لجميع القطاعات في المملكة وتتلخص هذه العناصر في كون هذا النموذج بني على أساس التمكين لمبادئ الجودة والتميز المؤسسي وتجذيرها بطريقة علمية ووفق أفضل الممارسات العالمية وبما يتناسب والبيئة المحلية، ولذا فالنموذج يحدد متطلبات التميز ويرسم الإطار المرجعي للتطبيق بشكل منظم، فهو متكامل في هيكليته ومترابط بين مختلف أجزئه ومعبر في صياغته وواضح في مصطلحاته التي تتناسب مع جميع القطاعات في المملكة ولا يخاطب قطاع محدد. صياغة محتوى النموذج من أجل التوصل إلى إطار موحد ومرجعي لجميع القطاعات في المملكة العربية السعودية، تم صياغة مفردات ومصطلحات وعبارات النموذج بطريقة علمية مدروسة تساهم في الفهم وتسهل وصول المعلومة ولا تعطي دلالة مباشرة لأي قطاع محدد. وبناء عليه ستعمل كافة القطاعات ضمن الإطار الموحد للمعايير على أن تقوم بتطبيقه ضمن سياقها الخاص وبما يتلاءم وطبيعة العمل. ولذا فقد خصص للمنشآت دليل للمعايير ودليل إرشادي لمؤشرات النتائج ودليل للمصطلحات. مرتكزات النموذج يرتكز نموذج التميز على 3 محاور رئيسية: مبادئ الجودة والتميز المؤسسي الرئيسية وعددها تسعة مبادئ وتمثل المنطلق والقاعدة الأساسية للتميز وهي: القيادة بالإلهام والقدوة الحسنة والاهتمام بالموارد البشرية والتركيز على المستفيدين والإدارة بالعمليات وتطوير الشراكات الناجحة والتعلم والتحسين المستمر وتعزيز الإبداع وتسخير الابتكار وتبني المسؤولية المجتمعية وتحقيق نتائج متفوقة ومستدامة. والركيزة الثانية هي معايير التميز المؤسسي وعددها ثمانية معايير رئيسية مقسمة إلى جزءين وهما الممكنات والنتائج، وأخيرا آلية التقييم المعتمدة والتي تم تطويرها خصيصا للجائزة. دورات تدريبية متخصصة تقيم إدارة الجائزة عدداً من الدورات التدريبية المتخصصة، من أجل تمكين الأفراد والمنشآت من فهم واستيعاب نموذج التميز لجائزة الملك عبد العزيز للجودة وآلية التقييم المتبعة، حسبما قال الدكتور القصيبي والذي أشار إلى أن تلك الفعاليات التدريبية تتضمن البرامج التالية : - برنامج كتابة تقارير المشاركة للمنشآت ومدته 3 أيام وهدفه تدريب المنشآت على مفاهيم التميز المؤسسي ومكونات نموج التميز وكيفية كتابة تقرير المشاركة. - برنامج مقيّم التميز المؤسسي لجائزة الملك عبد العزيز للجودة ومدته 4 أيام، وهدفه تأهيل الأفراد بشكل عام أو في المنشآت المختلفة على مفاهيم وآلية التقييم المؤسسي للجائزة. - برنامج المقيّم الداخلي ومدته 3 أيام، وهدفه تأهيل الأفراد داخل المنشآت المختلفة وتمكينهم من إجراء التقييم الذاتي لمنشآتهم وفق نموذج التميز للجائزة. - برنامج التطوير المؤسسي بناء على تقارير المشاركة وفرص التحسين ومدته يومان، ومخصص للمنشآت التي خضعت لعملية التقييم واستلمت تقرير بذلك، وهدفه تمكينها من تحقيق الاستفادة القصوى من ذلك التقرير. القطاعات التي تشملها الجائزة للدورة الثالثة أفاد الدكتور القصبي أن الدورة الثالثة لا زالت مفتوحة لسبع فئات من القطاع الخاص وهي المنشآت الخدمية والإنتاجية الكبيرة والمتوسطة والجامعات الأهلية والمجمعات التعليمية الأهلية والمستشفيات الخاصة، مضيفاً أن الجائزة تمنح لفائز واحد في كل فئة من كل قطاع من القطاعات المذكورة بعد وضعها في إطار المنافسة مع المنشآت المماثلة المتقدمة للجائزة وذلك بعد تقييم أدائها طبقا لمعايير الجائزة، ويسمح للمنشأة الفائزة بالجائزة باستعمال شعار الجائزة على مطبوعاتها مع توضيح سنة الفوز بها. خطوات التقدم وعن خطوات التقدم للجائزة بيّن الدكتور القصبي أن التقدم للجائزة يكون عبر الموقع الإلكتروني الخاص بجائزة الملك عبدالعزيز للجودة، مع مراعاة المدة المحددة للتسجيل وتعبئة نموذج التقدم المبدئي وإرفاق جميع المتطلبات، ليتم بعد ذلك تدقيق الطلب المبدئي وإرسال بريد إلكتروني للمنشأة في حال الموافقة يحتوي على تفاصيل دفع التكاليف، وبعد دفع التكاليف سوف يتم إرسال بريد إلكتروني للمنشأة لحضور دورة تدريبية عن كيفية كتابة السيرة الذاتية للمنشأة، وبعد حضور الدورة تحدد مدة زمنية تسلم خلالها السيرة الذاتية للمنشأة، وبعد الاطلاع ومراجعة السيرة الذاتية ستقوم الجائزة بإبلاغ المنشأة عن موعد التقييم الميداني والمتطلبات التي قد تحتاج إليها الجائزة أو المقيمين، ثم يتم مناقشة التقارير وفرق التقييم من قبل لجنة التحكيم المكونة من خبراء الجودة لإخراج التقرير النهائي واعتماده.