استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مقر الهيئة - قطاع الآثار في مركز الملك عبد العزيز التاريخي، بحضور سعادة وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية للشئون الفنية عضو مجلس إدارة الهيئة المهندس الأستاذ عبد العزيز العبد الكريم، أمس الاثنين، الأستاذ تركي بن ماجد الرويبي رئيس مجلس إدارة المؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق (مساجدنا)، والمهندس صالح الأحيدب رئيس اللجنة التنفيذية، والأستاذ محمد بن عبد الرحمن المشاري المدير العام، والمهندس أحمد العيسى عضو اللجنة التنفيذية. واطلع سموه خلال اللقاء على عرض عن المؤسسة وأهدافها وأبرز مشاريعها وبرامجها. وقد أثنى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على ما تقوم به مؤسسة (مساجدنا) الخيرية من جهود نبيلة في خدمة مساجد الطرق. وقال: «إننا جميع مواطني المملكة علينا مسئولية ولنا شرف العناية بالمساجد في كل مكان، ومساجد الطرق ليست استثناء من ذلك، وتفاعلنا مع جمعية (مساجدنا) ليس خياراً أو تفضلاً، بل واجباً نتحمله ونعتز به لشرف خدمة بيوت الله». وأكد سموه أن العناية بالمساجد وتهيئتها وتوثيق الارتباط بها، وتعزيز مكانتها في المجتمع مهمة أعلى وأسمى من أية تبعيات إدارية، وأكبر من كل الوزارات والهيئات والجمعيات إذ هي شرف وتعبد. مشيراً سموه إلى أن الهيئة تعمل بشراكة تامة مع وزارة الشئون الإسلامية المسئولة إدارياً عن العناية بالمساجد والتي تقود عملاً رائعاً لعمارة المساجد والعناية بها وتهيئتها للمصلين في كافة مناطق المملكة، كما عملت الهيئة مع وزارة الشئون البلدية والقروية منذ ما يزيد على عشر سنوات على ملف تطوير محطات الطرق بما فيها المساجد والمصليات، وذلك انطلاقا من الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية المقرة من الدولة عام 1425ه، ولما لاستراحات الطرق وتهيئتها من أهمية في حركة انتقال السياح بين مناطق المملكة، والمساجد والخدمات الملحقة بها في تلك المحطات كانت دائماً تحظى بأقصى اهتمام الهيئة والوزارة. ولفت إلى ضرورة إلزام محطات الطرق بالاهتمام بالمساجد وعدم التهاون في ذلك، فإهمال النظافة في مساجد الله أعظم من الإهمال في خدمات المحطة أو المطاعم أو غيرها، مضيفا سموه: «هذه البلاد قبلة المسلمين، ولا بد أن تكون دوماً صورة متفوقة في عقل وفكر وروح كل مسلم». وأكد سموه تطلعه لانطلاق حملات توعية للعناية بالمساجد في كل مناطق المملكة سواء التي على الطرق أو داخل الأحياء بداية بوضع معايير وكود خاص بعمارتها وتهيئتها، وهو ما سبق أن اقترحه سموه على وزارة الشئون الإسلامية وينتظر أن يتم الإعلان عنه قريباً، كما تشمل العناية تهيئة المسجد ليكون مكاناً محبباً وجاذباً، إذ هي بيوت الله ويقام فيها الركن الثاني من أركان الإسلام، ومكان اتصال روحي ووجداني أسمى من كل المشاغل الدنيوية، إضافة إلى أهمية ربط سكان الحي بالمسجد، حيث يمثّل ملتقاهم وموجههم كما هو دوره في كل العصور الإسلامية. من جانبه، أكد سعادة وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية للشئون الفنية المهندس عبد العزيز العبد الكريم اهتمام الوزارة الكبير بمساجد محطات الطرق، مشدداً على أن الوزارة ملتزمة بإغلاق المحطات المتخاذلة في نظافتها. ونوه باهتمام سمو الأمير سلطان بن سلمان بموضوع استراحات الطرق وما تشمله من مساجد وبالشراكة بين الهيئة والوزارة في هذا المجال، مؤكداً أن سموه كان العامل الثابت في المطالبة بتحريك هذا الملف على مدى السنوات العشر الماضية، ولولا دعم سموه ورؤيته وإصراره لما تحرك الملف حتى صدور قرار مجلس الوزراء بتنظيم استراحات الطرق والذي بقيت أشهر قليلة على دخوله حيز التنفيذ، وهذا مثال آخر لرؤية سمو الأمير سلطان وقدرته على التعامل مع الصعوبات بواقعية وقدرة قيادية على تحويل الرؤى الفلسفية والطموح إلى برامج عملية. بدوره عبر رئيس مجلس إدارة المؤسسة الخيرية للعناية بمساجد الطرق (مساجدنا) الأستاذ تركي بن ماجد الرويبي عن شكره وتقديره لسمو رئيس الهيئة على استقباله ودعمه للجمعية، كما ثمّن جهود وزارة الشئون البلدية القروية لمساعدة المؤسسة على القيام بمهامها وأداء رسالتها. وتطرق إلى أهم القضايا التي تواجه المؤسسة حالياً وفي مقدمتها الدعم المالي، وخصوصاً في مرحلة التأسيس، وإنشاء أوقاف للمؤسسة لغرض الاستدامة المالية. وتحدث المدير العام ل(مساجدنا) الأستاذ محمد المشاري عن تركيز المؤسسة على بناء نظام مؤسسي يعتمد على مواصفات قياسية، مستخدماً أحدث التقنيات الحديثة للبنية التحتية مثل استخدام نظام ال ERB للتعاملات الإلكترونية ونظام ال GPS لمتابعة سيارات المؤسسة المخصصة لصيانة ومراقبة مساجد المحطات التي تشرف عليها (مساجدنا) بالمركز الرئيس لها عن طريق الشبكة العنكبوتية، وكذلك تركيب شاشات تفاعلية فيها لقياس مدى رضاء مستخدمي هذه المساجد، إضافة إلى إنشاء تطبيق خاص بالهواتف المحمولة يساعد مستخدم الطريق في إرشاده إلى المحطات المتميزة في طريقة، كما يتيح الفرصة لهم للمساهمة في الإبلاغ عن الملاحظات التي يجدونها في هذه المساجد.