يمثل التسوُّق في حراج بن قاسم الجديد تجربة مميزة وفريدة في شكلها ومضمونها، وهي تجربة حضارية، تسعى لتغيير النظرة السائدة والمعهودة عن أسواق الحراج المعروفة في المملكة منذ زمن. وقد حرصت الرياض القابضة على توفير أجواء أكثر أمنًا للمعاملات في الحراج الجديد، في بيئة منظمة، تخلو من مشاهد البيع العشوائية التي كان يعج بها الحراج القديم في مشهد يشوّه واجهة الرياض الحضارية، وينتقص من قدر التطور والمدنية اللذين تعيشهما العاصمة، الأمر الذي يؤمَّل أن يمثل عنصر جذب للشبان السعوديين في بيئة تسمح لهم بالاستفادة من هذه التجارة واغتنام فرص عوائدها المجزية. كما يشعر مرتادو الحراج الجديد اليوم بكثير من الأريحية والثقة، وهم يتجولون باطمئنان بين أجنحته، وأروقته، ومعارضه، ويمارسون عمليات البيع والشراء وفق معاملات شفافة تحمي الجميع من الغش والتغرير. وقد اهتمت الرياض القابضة بعمليات التحريج على الدكَّات، حيث خصصت (252) موقفًا للسيارات المحملة بالبضائع المستعملة إضافة إلى (112) موقفًا للانتظار، حيث يتم عرض البضائع والتحريج عليها بالطريقة التقليدية للأسواق الشعبية التي تلفت نظر الزائرين وتجذبهم، من خلال أصوات المحرجين، وأساليبهم الطريفة والمشوقة التي تستوقف المارة لحضور تجربة بيع فريدة لها قواعدها المميزة، ومصطلحاتها الخاصة، فإن لم يكن لهم رغبة في الشراء، لم تفتهم متعة الحضور والمشاهدة. كما ينشط البيع في المباسط، التي وصل عددها إلى (448 مبسطًا)، وروعي في تصميمها الفصل بينها بحواجز ارتفاعها (120 سم) قابله للتحريك في حالة الرغبة بالتوسعة، وتم تظليلها بخيام من الألياف الصناعية (تفلون) مصممة معماريًا بشكل جمالي رائع يجذب انتباه المتسوقين، ويظللهم أثناء عمليات التسوق، ويحجب عنهم أشعة الشمس، ويتيح لهم فرصة الشراء والاطلاع على بضائع نادرة يصعب الحصول عليها في مكان آخر، بعضها يلبي حاجة الاستخدام المنزلي، وبعضها الآخر يلبي رغبة الاقتناء بوصفها تحفة تراثية تزين ركن مكتب، أو صالة جلوس، أو غرفة طعام. وتقوم الشركة بتشجيع معروضات الأسر المنتجة، فخصصت لها الخيمة رقم (1)، ووفرت لها الفرصة المناسبة لعرض منتوجاتها والترويج لها، نظرًا لما يجده هذا النوع من إقبال من شريحة واسعة من زوار السوق الذين يهتمون بالصناعات اليدوية والمشغولات المنزلية، وكذلك لما لهذه المنتوجات من دور كبير في توفير مصدر دخل مناسب لعدد من الأسر السعودية. ويكتمل مشهد التسوق من خلال المحلات التي وصل عددها إلى (800) محل تجاري، وقد تم مراعاة توزيع الأنشطة فيها بشكل منظم، بحيث تكون الأنشطة المتماثلة في مكان واحد مما سهل على الزائر والمتسوق ارتيادها وتحديد المكان الذي يود زيارته، أو التنقل بين أرجائه عبر الممرات المظللة فيما بينها، من خلال اللوحات والخرائط الإرشادية التي تضمن وصوله إلى المكان المقصود دون عناء. وتشمل أنشطة حراج ابن قاسم الجديد التحف التراثية، وغيرها من المنتجات والمعروضات التي من شأنها أن تجعل السوق معلمًا سياحيًا وحضاريًا، وأيضًا مقصدًا ترويحيًا في قلب العاصمة الرياض، إضافة إلى بيع المواد والأجهزة، والأثاث المستعمل. ومن الميزات التي شجعت المتسوقين على ارتياد السوق توفير مواقف السيارات المخصصة لهم، التي تتسع لعدد 2562 سيارة، إضافة إلى مواقف التحميل والتنزيل، ومواقع الصرافات الآلية التي تتوزع في أرجاء السوق الذي يشغل مساحة إجمالية قدرها 300 ألف متر مربع. وكان الحراج في صورته القديمة ملاذًا لكثير من مخالفي نظام الإقامة ومجهولي الهوية، مما يجعل منه مرتعًا خصبًا للمخالفات الأمنية والسرقات وعمليات الاحتيال وغيرها من المظاهر التي أسدل عليها ستار الختام بافتتاح الرياض القابضة الحراج الجديد وتصحيح أوضاع الباعة فيه، والتأكَّد من أنهم أفراد نظاميون تنطبق عليهم كافة الاشتراطات المطلوبة. ويعد سوق الحراج الجديد أحد مشروعات شركة الرياض القابضة، الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض قبل أشهر، بحضور معالي أمين منطقة الرياض ورئيس مجلس المديرين لشركة الرياض القابضة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان والرئيس التنفيذي للشركة سعود بن عبدالله الدغيثر، ليسهم ضمن سلسلة مشروعات مماثلة، منها ما نفذته الشركة، ومنها ما تسابق الزمن للانتهاء منه في إرساء دعائم تجربة تسوق راقية وآمنة وذات مظهر متطور يليق بالرياضالمدينة العصرية مع الحفاظ على هوية المجتمع المحلي وتاريخه الاجتماعي والعمراني، من خلال الحفاظ على ممارسات الماضي وأنماطه، مع وضع لمسة عصرية على المشهد القديم.