مدينة الرياض عاصمة المملكة، مدينة بحجم دولة ، ويعد التطور سمة المدينة وعلامتها المميزة في كل المجالات ومن هذا المنطلق أخذت شركة الرياض القابضة على عاتقها إعادة تطوير المراكز الخدمية بما يتوافق مع ما وصلت إليه مدينة الرياض ؛ ومن هذه المراكز الخدمية سوق حراج ابن قاسم ، حيث قامت الشركة بدراسة وضع السوق الراهن بجميع سلبياته ، فقررت نقل أنشطة السوق من حي المنصورية إلى حي المصانع على طريق الحائر، وعلى أرض تبلغ مساحتها نحو (300) ألف متر مربع . وكما يعلم البعض أن حراج ابن قاسم يرجع تاريخه إلى 65 سنة مضت وقد أخذ السوق اسمه من اسم ( ابن قاسم ) ذلك الرجل الذي كان يعمل دلالاً على بيت المال في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه. تنقَّل الحراج في عدة أمكنة من المدينة ، حيث ابتدأ نشاطه في ساحة الصفاة بجوار قصر الحكم، ثم تحوّل إلى شارع الريس، ثم إلى منفوحة بجوار سوق الغنم، ليستقر أخيراً - وليس آخراً - في حي المنصورية. وقد سعت شركة الرياض القابضة من خلال هذا المشروع إلى تطوير أنشطة بيع السلع المستعملة والجديدة، من خلال تطبيق الاشتراطات التنظيمية والأمنية، ومراعاة عوامل السلامة ومقوماتها، ليكون السوق بموقعه الجديد أحد المعالم السياحية لمدينة الرياض، وعنصر جذب للمواطنين والمقيمين والسائحين للتسوق من ناحية، وتهيئة البيئة المناسبة للمستثمر من ناحية أخرى. المشروع بتصميمه الجديد أحد المعالم السياحية لمدينة الرياض ويتألف السوق من عناصر رئيسية للأنشطة روعي الفصل بينها من الخارج ، حيث خُصص لكل عنصر مداخله ومخارجه الخاصة وروعي الترابط والاتصال فيما بينها من الداخل وذلك بهدف القضاء على الازدحام والعشوائية،وتسهيل عملية التشغيل والتسوق بحرية وراحة تامتين. وأول هذه العناصر : الموقع العام الذي يتكون من ساحة الحراج المخصصة للبيع من خلال السيارات ، والتي تتسع ل (252) موقفاً للسيارات المحملة بالبضائع المستعملة إضافة إلى (112) موقفاً للانتظار وخصصت بوابه لدخول الساحة بعدد ( 5 ) مسارات يتم عبرها تسجيل كامل بيانات البضاعة والسيارة . وكذلك هناك بوابتان للخروج لكل بوابة مساران ، يتم من خلالها التأكد من أن البيع تم بطريقة نظامية. سعود الدغيثر أما العنصر الثاني فهو المباسط وعددها (448 مبسطاً)، والتي روعي في تصميمها الفصل بينها بحواجز ارتفاعها (120 سم) قابله للتحريك في حالة الرغبة بالتوسعة، وتم تظليلها بخيام من الألياف الصناعية (تفلون) مصممة معمارياً بشكل جمالي رائع يجذب انتباه الزوار والمتسوقين، وتم تزويدها بكافة الوسائل من إضاءة طبيعية وإضاءة ديكورية، وأجهزة الإطفاء التلقائي. وتم تخصيصها لبيع البضائع المستعملة كالأواني المنزلية والملابس، والمعدات، والأجهزة الكهربائية الصغيرة، وقطع الأثاث البسيطة . كما تم تخصيص موقع مناسب للأنشطة النسائية. وثالث هذه العناصر هي المباني التي تتكون من (800) محل تجاري، وقد تم مراعاة توزيع الأنشطة فيها بشكل منظم، بحيث تكون الأنشطة المتماثلة في مكان واحد ليسهل على الزائر والمتسوق ارتيادها وتحديد المكان الذي يود زيارته، أو التنقل بين أرجائه . وحرصاً من الشركة على أن يكون السوق نقطة جذب للسياح والزائرين، فقد خصصت الرياض القابضة جزءاً من أنشطة المحلات التجارية لبعض الحرفيين التي تمثّل تراث المملكة وحضارتها، إضافة إلى عرض بعض المشغولات اليدوية التي يحرص الزائر والسائح على التعرف عليها وزيارتها في الرياض أو في مناطق المملكة المختلفة. وقد راعت الشركة أن يكون للسوق خرائط موزعة في مناطق مختلفة، وكذلك لوحات إرشادية لينطلق منها الزوار ويسترشدون بها، منذ اللحظة الأولى التي ينزلون فيها إلى السوق، وحرصت الشركة أن تكون اللوحات الإرشادية بشكل واحد، وتصميم يعكس جمال المنظر، وسهولة الاستدلال بها، كما تم توحيد الواجهات الأمامية للمحلات، من لوحات، وواجهات زجاجية وأبواب، بحيث يعكس المنظر جمال التنظيم وتناسقه في كل وحدات السوق. كما روعي في تصميم السوق، الممرات والمداخل المناسبة بين وحدات النشاط المختلفة، وقد تم تظليل الممرات بشكل جمالي فريد، مما يعطي ارتياحاً نفسياً للمتسوق، ويوفر له الظل والحماية من أشعة الشمس أثناء تسوقه. ويتخلل المحال التجارية ممرات مخصصة لحركة الزوار والمرتادين فقط دون السيارات، علماً أن السوق مزود بعربات صغيرة تقدم خدمة النقل السريع والآمن لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ونقل البضائع ذات الحجم الصغير والمتوسط من المحال إلى مواقف السيارات . أما منطقة وسط السوق أو (الخيمة المركزية) فهي ساحة كبيرة، مغطاة بخيمة تظللها من جميع الأطراف بارتفاع 35 م مجهزة بإنارة ديكورية وهي منطقة خالية من الأنشطة التجارية، وتم تخصيصها لمرتادي السوق، بحيث يقضون فيها وقتاً ممتعاً، كما تم تزويدها بعدد من الأكشاك الصغيرة التي تقدم المشروبات الباردة والساخنة، وبعض الأكلات الخفيفة، ويمكن للزائر أن يقضي فيها وقتاً مريحاً. وتتميز هذه الخيمة بأنها توفر مشاهدة مختلف أجزاء السوق وأنشطته المتعددة، ويمكن التوجه من خلالها إلى أي جزء أو نشاط تجاري يرغب فيه الزائر. وقد تم تجهيز الخيمة المركزية بحيث تستوعب أنشطة الاحتفالات والمناسبات، بالإضافة إلى المهرجانات التسويقية، أو غيرها من الأنشطة العامة حيث نتوقع وصول عدد الزوار إلى مليون زائر شهرياً . ويتضمن السوق مسجدين، تم تصميهما بطريقة مميزة، تناسب طبيعة السوق، بحيث يتوزع المصلون عليهما بطريقة مناسبة. كما يتضمن عدداً من المطاعم، والبوفيهات التي تقدم خدماتها لمرتادي السوق، وقد روعيت فيها النواحي الجمالية، إضافة إلى الحرص على النظافة، ونوعية الأطعمة التي يتم تقديمها للمرتادين. أما مواقف السيارات المخصصة لزوار السوق ، فتتسع لعدد 2562 سيارة، كما يضم السوق مواقف تحميل وتنزيل ومواقع للصرافات آلية . وحرصت شركة الرياض في تصميم السوق أن يكون محاطاً بسور طوله (2200) متر طولي ، وذلك لهدف تنظيمي وأمني يحيط بالسوق من جميع جوانبه ، ويضم عدد (5) بوابات للدخول و(5) بوابات للخروج . كما يشتمل الموقع على مبنى إداري للإدارة والإشراف على المشروع، يحتوي على أقسام الإدارة العامة، وقسم شرطة ، والبلدية ، والإدارة العامة للمجاهدين ، والحراسات الأمنية حرصاً على التنظيم، ومراعاة الجوانب الأمنية في عمليات البيع والشراء، ودرءاً للمخالفات من أي نوع كان. وشركة الرياض تسعى لتسخير إمكاناتها من خلال هذا المشروع والمشاريع الخدمية الأخرى للارتقاء بها إلى المستوى الذي يليق بما وصلت إليه المدينة وسكانها من رقي في الذوق العام، وتطلع إلى الجمال والترفيه، وقضاء أوقات ممتعة أثناء عملية التسوق . مسجد الحراج الخيمة المركزية المحلات