جنود بواسل مرابطون في الجنوب، وخدام بيت الله خدموا بفخر الحجيج في الغرب، وحماة وطن يحرسونه في الشمال، وشباب وفتيات ومعلمون ومعلمات ومواطنون ومواطنات يحتفلون بيوم الوطن في جميع المناطق. هذه هي بلادنا، لا تقف عجلة الحياة فيها بقيادة رشيدة، تسهر على راحتنا، وتبحث عن سعادتنا، وتبذل في سبيل رفاهيتنا، هم حكامنا، ونحن جنودهم المخلصون في كل مجال، أدام الله هذه اللحمة الوطنية التي انفردت بها بلادنا رغم ما يحيط بنا من فتن ومحن وحروب. ومن الأشياء المشرفة أقامت مدارس الزلفي خلال الأسبوع المنصرم احتفالات تعزيز الانتماء للوطن، فالجميع عاهد نفسه على غرس حب الوطن في نفوس النشء، وتربيتهم على حمايته، والذود عنه. إن احتفالات اليوم الوطني ليست رفع شعارات وارتداء أوشحة وقبعات، بل غرس قيم وعادات جميلة تجاه الوطن وولاة الأمر - حفظهم الله -. وإن يوم الوطن هو يوم تجديد الانتماء، وصدق الولاء، والتذكير بمآثر المؤسس - طيب الله ثراه -، والتعريف بمنجزات الوطن بمختلف المجالات، وتعريف الجيل الجديد بما مرت به الأجيال السابقة من خوف وجوع وضلال، فبدَّل الله جوعها رغد عيش، وظلالها نوراً وهداية، وخوفها أمناً وأماناً، بفضل الله ثم بما قام به المؤسس - طيب الله ثراه - ورجاله المخلصون. في الأسبوع الماضي أبدعت كعادتها مدارس المحافظة في رسم لوحة وطنية رائعة، وملحمة تحدث عنها الكثير؛ فاحتفلت المدارس، وتغنت بحب الوطن في الأوبريتات، وتزينت باللون الأخضر. وفي يوم الختام تم جمع أبرز الأعمال الوطنية على مسرح المحافظة بوجود المحافظ المكلف، وتم عرضها بطريقة نالت استحسان الحضور. هذه هي الوطنية الحقة، أن تزرع حب الوطن في أبنائك، وتبيّن مآثر المؤسس وأبنائه البررة في طلابك، وأن تسخر طاقاتك لبلدك، وأن تغير العادات السيئة في مجتمعك، وأن تطالب بحماية ممتلكات الوطن في محيطك، وأن تحاول زرع القيم المثلى في محافظك. شكراً لتعليم الزلفي المتميز دوماً، شكراً لقيادات المدارس النشطين، شكراً أبناء وطننا الغالي في المدارس على تفاعلهم غير المستغرب، شكراً لك يا وطني، ودمت شامخاً عزيزاً وفخراً لكل مسلم على هذه البسيطة.