لعلي في مقالي هذا أتحدث عن الوطن من وجهة نظر تربوية بحتة "كيف أزرع وأنمي روح الولاء والانتماء للوطن في نفوس الناشئة؟" قد تكون الشعارات البراقة والعبارات الرنانة والاحتفالات المبهرجة أبعد مايكون عن هذا الموضوع! مانشاهده اليوم في مدارسنا من تكسير للمقاعد الدراسية والطاولات والعبث في مرافق المدرسة وتمزيق للكتب الدراسية ماهو إلا شاهد حي عن غياب هذا الانتماء. إن المسؤولية مشتركة مابين الأسرة والمدرسة والمجتمع. والأسرة متمثلة بالوالدين ما هو دورها الحقيقي تجاه ذلك المواطن السعودي الصغير الذي ينتظر من أسرته ووالديه على وجه الخصوص أن يزرعوا فيه حُب الوطن والاعتزاز به والتعرف عليه وعلى شعاره "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ومقدساته "الحرمان الشرفان"ورمزه "بابا عبدالله". المدرسة الحضن الآخر لذلك الطفل، كيف لي كمعلم تربوي أن أظهر من خلال الهدف الوجداني والسلوكي أن الوطن هو رمز الهوية وأن الانتماء إليه هو الأمان والحفاظ على ممتلكاته هو جزء من هذا الانتماء، وأن الفخر والاعتزاز به هو قيمة تكبر معه. لماذا لا يخصص جزء من الإذاعة المدرسية فقرة يومية للتعبير عن حب الوطن، لماذا لا أترك للطالب مساحة من الحرية للتعبير عن حبه لوطنه في الكيفية التي تتناسب مع قدراته وإمكاناته تحت إشراف تربوي واعي، لماذا لاتستغل حجرة مصادر التعلم لعرض مشاهد فيديو لدول تعاني من الفقر والجوع والتمزق السياسي حتى يستشعر الطالب من خلاله على ما أفاء الله به من نعم جليلة على هذا الوطن المعطاء والتي تستوجب الشكر. إن الغرس في بيئة صالحة للزراعة هو أعظم حصاد للمستقبل "مانزرعه اليوم نحصده في الغد"، ولعل في التوجهات الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل وزير التربية والتعليم هي أعظم دافع ومحفز لزرع الوطنية الصادقة في نفوس الناشئة من خلال إطلاق شعار يعزز من خلاله قيم الانتماء والولاء للدين ثم المليك والوطن والذي من المقرر تطبيقه بمشيئة الله خلال العام الدراسي القادم 1435-1436ه. وأنا مؤمنة أن شمس وطني لن تغيب ما دامت رايتنا -لا إله إلا الله محمد رسول الله- وولاة الأمر أطال الله في أعمارهم هاجسهم الأول والأخير تطبيق شرع الله وتحقيق الرفاهية والأمان لشعبهم، ومادام هناك مواطن سعودي قلبه نابض بالانتماء الحقيقي المخلص.