عدّ معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف بن عبدالملك آل الشيخ اليوم الوطني للمملكة مناسبة غالية وعزيزة علينا جميعاً، نستذكر فيها أمجاداً سطرها رجال أخلصوا العمل لله وضحوا بالغالي والنفيس بفخرٍ وعزةٍ في سبيل تحقيق نهضة متسارعة وتنمية مستدامة لوطنٍ معطاءٍ، ظل يغدق عليهم وعلى من سبقوهم ومن تلاهم من خيرات أرضه الطيبة، مؤكداً أن ذكرى هذا اليوم تمنح رجال الحاضر وأجيال الغد العزيمة والإصرار لصناعة أمجادٍ أخرى جديدة، عنوانها التفاني، ومضمونها العمل الجاد باعتزاز وفخر وصبرٍ وإصرار. ووصف معاليه هذا اليوم بالمجيد في تاريخ بلادنا المباركة، نسعد ونستبشر كل الخير عندما تحل ذكراه المتجددة سنوياً، الباعثة في نفوسنا مشاعر الاعتزاز والفخر بالانتماء لهذه الأرض الكريمة، وهذا الكيان الراسخ، مشيراً إلى ذلك اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - توحيد البلاد تحت راية واحدة حملت لفظاً يجسد منتهى العزة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» لدولةٍ اسمها «المملكة العربية السعودية» إيذاناً بانطلاق مسيرة البناء والتطور والرخاء التي ننعم بثمارها الآن وفق رؤية حكيمة استشرفت ملامح المستقبل ووضعت القواعد المتينة والركائز الصلبة لنهضة حضارية شاملة. ونوه بأهمية الاحتفال باليوم الوطني للمملكة، لما في الاحتفال والاحتفاء من توثيق لتقديرنا العميق وإجلالنا الكبير لضخامة التضحيات والبطولات والجهود المضنية التي قدمها رجال أبطال، أرست قواعد النهضة، لتتبوأ البلاد خلال عقود من ذلك اليوم المجيد مكانة رفيعة على الصعيد الإقليمي والدولي وتصبح عن جدارة إحدى القوى المؤثرة في محيطها العربي والإسلامي والمشاركة بكل قوة في صناعة القرار العالمي، كما أن الاحتفال بذكرى «يوم الوطن» مناسبة متجددة لنستلهم ونستحضر سوياً القيم والمفاهيم المرتبطة بملحمة توحيد المملكة ونعي مسؤوليتنا في الحفاظ على وحدتنا الوطنية والتلاحم خلف قيادتنا الرشيدة للحفاظ على ما تحقق من إنجازات عظيمة في كل ربوع بلادنا المباركة، والتصدي بكل حزم وصلابة وإيمان لأي محالات خبيثة تستهدف النيل من الوحدة الوطنية أو تهديد أمن واستقرار الوطن، والعمل بكل جهد لمواصلة مسيرة البناء والتطور والتي تابعت فصولها وتواصلت خطاها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه -، مروراً بعهود أبنائه البررة ووصولاً لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله -. وقال معاليه «سعادتنا الغامرة بيوم الوطن، تحمل رسالة عرفان وتقدير للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ولكل رجاله الأفذاذ الذين سطروا ملحمة التوحيد ووضعوا قواعد الدولة السعودية الحديثة، والتي ننعم بالانتماء إليها ونفخر بما تشهده من إنجازات في جميع المجالات، ومنها القطاع البلدي والذي شهد بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، ثم بالدعم اللا محدود من ولاة الأمر، نقلة هائلة أسهمت في الارتقاء بجودة الخدمات البلدية والمشاركة الفاعلة في دعم مسيرة التنمية العمرانية والحضارية في جميع مناطق المملكة من خلال آلاف المشروعات البلدية والتي تولت وزارة الشؤون البلدية والقروية تنفيذها طوال العقود الماضية. بالإضافة إلى آلاف من المشاريع والبرامج الأخرى الجاري تنفيذها لمواكبة ما تشهده البلاد من تطور ونمو في المجالات كافة». وشدد آل الشيخ على أن كل منصف لن يتعدى أو يسهو خلال مروره بذكرى هذا الوطن بالتطور الكبير الذي تحقق في القطاع البلدي والطفرة التي تحققت في مستوى المرافق والمنشآت البلدية والأمثلة على ذلك كثيرة ويصعب حصرها بدءاً من مشاريع درء مخاطر الأمطار والسيول وتوفير الأراضي اللازمة للجهات الحكومية وإنشاء الحدائق والمتنزهات وأعمال الإنارة والتشجير ومكافحة آفات الصحة العامة وجهود الحفاظ على البيئة وتطوير الواجهات البحرية وصولاً إلى مشاريع النظافة والإصحاح البيئي والرقابة على الأسواق ومحلات بيع المواد الغذائية وغيرها من الخدمات البلدية التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة المواطن واحتياجاته اليومية. وأكد معالي وزير الشؤون البلدية والقروية أن برامج تحسين أداء القطاع البلدي ستستمر وتتواصل بمشيئة الله تعالى من خلال إستراتيجية كاملة بدأت الوزارة في إعدادها تستهدف تحسين مستوى التطور الحضري للمدن وتعزيز المشاركة المجتمعية في مجال التنمية الحضرية وتفعيل أنظمة الحكومة الإلكترونية في تقديم كافة الخدمات البلدية، وتنفيذ خطة متكاملة لتحسين الخدمات البلدية في القرى والهجر، بالإضافة إلى تطوير منظومة إدارة المشاريع البلدية لتحقيق أفضل استفادة منها. وولفت معاليه النظر إلى أن جهود الوزارة لم تقتصر على ذلك فحسب، بل كان لها إنجازات مشهودة في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين من خلال تنفيذ عدد كبير من المشاريع العملاقة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مثل مشروع إسكان الحجيج في منى ومشروع منشأة الجمرات الحديثة ومشروع قطار المشاعر ومشروع المجازر الحديثة للأضاحي. ونتطلع بمشيئة الله تعالى ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني للمملكة إلى إنجاز المزيد من المشاريع والبرامج بما يرقى بمستوى الخدمات البلدية إلى مستوى طموحات ولاة الأمر - يحفظهم الله - وبما يحقق تطلعات أبناء المملكة، وبما يدعم خطط وبرامج التنمية الوطنية. وأشار معاليه لتطلعهم في هذه الوزارة التي يلمس المواطن خدماتها وجهودها على أرض الواقع ودون وسطاء إلى بناء شراكات فاعلة مع مؤسسات القطاع الخاص، بوصفها شريكا أساسيا في تحقيق جودة أداء القطاع البلدي وتحسين الخدمات البلدية، من خلال تشجيع الاستثمارات في المشاريع البلدية وتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين في المجال البلدي والإفادة من الخبرات والتجارب الدولية المتميزة لتحقيق هذا الهدف. ونوه بالثقة التي تضعها وزارة الشؤون البلدية والقروية في المجالس البلدية التي تشهد هذا العام نقلة نوعية في تشكيلها الإداري وتنظيماتها التي يحدونا التفاؤل والأمل لتفعيلٍ أكبر لمشاركة أبناء المملكة في إدارة الشؤون المحلية والبلدية من خلال هذه المجالس، التي باتت تملك صلاحيات واسعة في الرقابة على أداء الأمانات والبلديات ومتابعة أعمالها، وفق نظام المجالس البلدية الجديد، ولاسيما بعد مشاركة المرأة لأول مرة مرشحةً وناخبةً في الدورة في انتخابات أعضاء هذه المجالس، الحافلة بالإقبال والمتابعة منذ انطلاقتها، وهو ما يمثل خطوة كبيرة لتعزيز المشاركة المجتمعية في مجالات التنمية المحلية ودعم جهود الارتقاء بالقطاع البلدي. وشدد معاليه على عظيم الشرف الذي يشعر به كل مواطن لحظة الاحتفاء والاحتفال بذكرى اليوم الوطني للمملكة، رافعاً معاليه باسمه ونيابة عن كل منسوبي الوزارة وأذرعها التنفيذية في الأمانات والبلديات أخلص التهاني والتبريكات بهذه المناسبة المجيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مجدداً العهد والبيعة لبذل كل الجهد لتتواصل مسيرة الإنجاز والعطاء لرفعة الوطن، لتتبوأ بلادنا المباركة المكانة التي تليق بها في صدارة الدول، وترسيخ حضورها الفاعل في المحافل الدولية، مهنئاً منسوبي الوزارة وجميع أبناء الوطن، متمنياً أن يشكل الاحتفال بهذا بالذكرى الغالية حافزاً لنا جميعاً للتعاون والعمل وتضافر الجهود للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية ومواصلة مسيرة النهضة والتنمية لما فيه خير بلادنا المباركة.