عبَّر عدد من الإعلاميين عن حزنهم العميق لرحيل الصحفي والإعلامي الكبير عبد الله الداري الذي رحل بعد ثمانين عاماً قضى معظمها في خدمة الإعلام والإعلاميين، حيث يُعد أحد الرموز الصحفية في المملكة وأحد روادها. بداية يعتبره معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام السابق أحد الرواد الأوائل في الصحافة، وأحد قامات الإعلام مشيداً بمهنيته وبما قدمه لوطنه عبر الصحافة والإعلام خلال فترة عمله بها، مستذكراً فضله الكبير في تطوير الصحافة، أما معرفته بالداري - رحمه الله - فقد بدأت حين كان معاليه عميداً لكلية التربية في مكةالمكرمة. - يصف الكاتب والصحافي عبد الله خياط الراحل بأنه رجل عصامي، مشيداً بدوره مع أسرته ورعايته لهم وتحمُّله الصعاب من أجلهم، ومن أجل توفير لقمة العيش لهم وضمان الحياة الكريمة لهم. وعن علاقتهما الصحفية قال عملنا في البلاد معاً، عندما كان مديرا لمكتب البلاد، وأنا سكرتير للتحرير، مشيداً بإتقانه لعمله وإبداعه في كل ما يكتب، وأضاف: وقد كان من خيرة من عملت معه فهو أديب وكاتب وصاحب خلق رفيع، وعرج الخياط على تعيينه مديراً للتحرير في عكاظ عندما كان هو رئيساً. - ويقول القاص محمد علي قدس: الإعلامي الأستاذ عبد الله الداري الذي فقدته الصحافة السعودية مؤخراً يُعد من الصحافيين الأوائل الذين تخرجوا من مدرسة البلاد في أوجها وتاريخها، وقد تدرج في العمل الصحفي وفي بلاط الصحافة محرراً، فسكرتيراً للتحرير، ثم مديراً للتحرير، كما تولى رئاسة تحرير عكاظ ورابطة العالم الإسلامي.. عملت وتعاونت معه حين كان مديراً لتحرير عكاظ ثم رئيساً للتحرير. الأستاذ الداري كان على قدر كبير من الصبر والصدق، وهو من الصحفيين الذين تتلمذوا على أيدي الأساتذة الرواد من أدبائنا الذين تولوا رئاسة تحرير الصحف في بداياته..كما أنه من الذين عملوا في صمت وكانوا أثروا الظل، والذين عملوا في صمت مثله كانوا من الصحفيين الذين تخرج على أيديهم.. جيل من الصحفيين والإعلاميين كعبد الغني قستي وعبد القادر شريم وغيرهما.. رحم الله الأستاذ عبد الله الداري فهو كما عمل في صمت.. رحل عنا في صمت أيضاً. - وبنبرة حزن يقول الكاتب فاروق با سلامة: رحل عن دنيانا أخ عزيز وصحافي قدير وكاتب متواضع أحب الصحافة منذ صغر سنه في جريدة البلاد السعودية، ثم تدرج بين السكرتارية والتحرير في صحيفة عكاظ حتى وصل إلى رئاسة تحريرها، وذلك في بداية السبعينيات الميلادية.. عشق الحرف الصحفي مما جعله محترفاً فيه، ولعل أهم ما يذكر أن عبد الله الداري صاحب ثقافة صحافية إن صح التعبير لأنه لما يكتفي بهذا العمل، لكنه قارئ شغوف، وأذكر أنه عندما كنا نلتقي في تلك السنين الجميلة الماضية يحلو له أن يتحدث عن الكتاب الأدبي والثقافي والصحافي، ويكون ذلك مدار حديثنا عن المؤلفين في المملكة والشام ومصر والعراق إلى آخر ما هنالك من المصادر التي كانت ترد إلينا من تلك البلدان. والداري، رجل دارٍ لعمله الصحفي لأنه قد بدأ مع الرواد ويصح لنا أن نعتبره صحافي ما بعد الرواد وأديبهم وكاتبهم ومثقفهم، وهذا أمر رائع لصاحبه لأنه قد أعطى الكلمة الأدبية والكلمة الصحفية من خبر وتحقيق، إلى أن وصل به الحال أن يرأس تحرير صحيفة عكاظ، ولكن البداية كانت من البلاد السعودية أيام الرواد: محمد عمر توفيق وعريف وعبد الغني قستي وعبد الله الجفري وآخرين كانوا هم رواد الصحافة في تلك الفترة. والداري لقبه منسوب إلى مدرسة دار العلوم القديمة في مكةالمكرمة حيث أخذ شهادتها، وذلك في الستينيات وأُطلق عليه بذلك عبد الله أحمد الداري. وبرحيل الداري نكون قد فقدنا أهم ركن صحفي ما بعد الرواد.. لا في الحجاز فحسب، ولكن في المملكة بأكملها. رحم الله أخانا أبا أحمد، وعظّم الله أجر أهله وبالذات أم أحمد المثقفة التشكيلية، ولا حول ولا قوة إلا بالله. السيرة الذاتية: كانت ولادته في مكةالمكرمة عام 1354ه، ودرس تعليمه الأساسي والثانوي في دار العلوم الدينية بمكةالمكرمة، ثم حصل على الشهادة الجامعية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة كلية الآداب قسم التاريخ، وزوجته هي الفنانة التشكيلية فوزية عبد اللطيف عضو مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر، ورئيس التحرير الأسبق. عشق العمل الصحافي منذ شبابه، وقد أصدر وهو في المرحلة الثانوية صحيفة مدرسية تحت اسم «صوت الدار»، صدر منها أربعة أعداد، وكان رئيس تحريرها ويكتب الافتتاحية والأخبار والتعليقات. تدرج في العديد من المناصب الصحفية، مصحح في صحيفة البلاد عام 1372ه، سكرتير تحرير في جريدة حراء، محرر في مجلة قريش الأسبوعية، محرر في جريدة الندوة، محرر بجريدة البلاد عام 1378ه، وبدأ في صحيفة «عكاظ» محرراً، ثم سكرتير تحرير مع محمود عارف، ثم مدير تحرير مع عبد الله خياط، ثم تولى رئاسة التحرير، وقد مكث ب «عكاظ» حوالى 12 سنة (1384-1396ه)، ثم انتقل إلى إدارة الصحافة والنشر برابطة العالم الإسلامي في وظيفة مدير إدارة الصحافة والنشر، ومدير تحرير جريدة أخبار العالم الإسلامي، ثم رئيس تحريرها، ثم انتقل إلى مجلة رابطة العالم الإسلامي ورأس تحريرها.