حذَّر باحث في شؤون الإبل من خطورة اقتراب أسواق الإبل من الأحياء السكنية في ظل التحذيرات الرسمية عن إمكانية نقلها لمرض الكورونا، وقال سعد بن محمد بن شري ل«الجزيرة»: يجب على وزارة الزراعة القيام بمسح ميداني وأخذ عينات تحليل من الإبل في مناطق متعددة في المملكة من الشمال ومن الجنوب ومن الشرقية والوسطى 3 عينات للتحليل من كل منطقة، وبعد ذلك يتم فحصها وإعلان النتائج لهذه العينات العشوائية أمام الملأ إن كانت الابل هي المسئولة، فيتم التخلص منها والإبل المصابة تتولى الدولة التعامل معها وتعويض المتضررين. وأضاف: أما مجرد التشكيك بالإبل وأنها سبب بالإمراض، فأهل الإبل لن يتخلوا أبداً عن حلالهم فهي أساس الحياة في وقت الحاجة والفقر ومشاركة أهلها الحياة بهذه المنطقة منذ مئات السنين، ولن يقتنع أصحابها بما يُطلق من حديث غير علمي.. وفيما يتعلق بالأسعار رصدت «الجزيرة» حركة نشطة في سوق الإبل، فالأسعار ما زالت مرتفعة قياساً بالظروف الصحية المحيطة بالإبل، وسجلت الأسواق أمس الأول صفقة شراء بكرتين من لون الوضح بمبلغ مليون وثمانمائة ألف ريال رغم التحذيرات التي تطلقها الجهات المختصة عن خطورة الاحتكاك بالإبل، ولم يبال المتعاملون في سوق الإبل بالمخاطر التي حذرت منها وزارة الزراعة. وأضاف الباحث ابن شري: جاء ذكر الإبل في القرآن الكريم قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، والله سبحانه وتعالى ذكر خلق الإبل قبل السموات والأرض للخصائص التي تفرّد بها الإبل، فحليب الإبل وأوزارها لهما فوائد ذكرها النبي عليه السلام بأنها علاج، وحثّ عليه السلام بالتداوي بهما. وكانت إحدى الدراسات الطبية قد أكدت أنه ثبت علميًّا دور «الإبل» في نقل العدوى إلى الإنسان، وبالدليل القاطع أنها حاضن رئيس لفيروس كورونا، وأن أكثر من 90% من الإبل التي جرى فحصها لديها أجسام مضادة للفيروس؛ ما يدل على إصابتها به. وشددت الدراسة على ضرورة التركيز على تغيير سلوكيات التعامل مع الإبل؛ وتجنب مخالطتها إلا للضرورة، خصوصًا من لديهم أمراض مزمنة أو نقص مناعة، وعند مخالطة الإبل يُراعى استخدام ملابس واقية تخلع عند مغادرة مكانها، مع الحرص على تطهير الأيدي وعدم لمس العينين والأنف إلا بعد تطهير الأيدي. وعلَّق بن شري رداً على تأكيد ضلوع الإبل في نقل المرض، وقال: نرجو من الجهة التي أصدرت الدراسة الطبية التي نسبت تفشي مرض الكورونا إلى الإبل إلى إثبات ذلك بالدليل العلمي القاطع وإيراد ما يثبته وإن كان غير صحيح يوضح ذلك ليتغير ما علق في الأذهان من أن الإبل هي المسبب الحقيقي للمرض والناقل له، وأكثر ملاّك الإبل والمتاجرين فيها لم يثبت أن أُصيب أحد منهم بهذا المرض ولله الحمد، بل حتى الرعاة والشريطية الذين يختلطون بالإبل طوال اليوم لم يشتكوا منها.. وزاد: الإبل من أهم أبواب التجارة بين سكان الجزيرة منذ قديم الزمان ولن يتخلى ملاّكها عنها إلا بدليل طبي قاطع عن أنها سبب المرض مثل ما فعل بأمراض الحيوانات الأخرى ليؤكدوا حقيقة المرض حتى يتم التسليم به. وأضاف الباحث في شؤون الإبل أن أسواق الإبل أصبحت قريبة من السكان والأحياء المحيطة، فإذا كانت هناك أي مخاطر ينبغي التحرك السريع لإبعاد أسواق الإبل عن الأحياء، وأعني بذلك سوق الإبل في الجنادرية، نظراً لوقوعه وسط الأحياء، فهذه الإشكالية ينبغي أن تُعطى الاهتمام بشكل عاجل وفوري. ورغم التحذيرات الشديدة التي أطلقتها وزارتا الصحة والزراعة بشأن المخاطر المحتملة من القرب من الإبل وملامستها وتربيتها نظراً لإمكانية نقل مرض كورونا بحسب الوزارتين، إلا أن شيئاً من الامتثال عند الكثير من مربي الإبل لم يتحقق فهم يخالطونها ويعالجونها ويشربون حليبها دون أي توجس، ويؤكدون أن الحليب علاج لكثير من الأمراض فكيف يكون سبباً.. وكانت وزارة الزراعة أكدت على جميع المربين والمخالطين وملاّك الإبل ضرورة توخي الحيطة، والأخذ بأسباب الوقاية عند التعامل مع الإبل، واتخاذ الإجراءات الصحية، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات العلمية التي أجرتها وزارة الصحة، وجود فيروس كورونا في الجهاز التنفسي للجمال. وأوضحت وزارة الزراعة عدداً من الإجراءات الصحية التي يجب الالتزام بها، منها: عدم الاقتراب المباشر من الإبل أكثر مما تستدعيه الحاجة، مع الاحتياطات الصحية اللازمة، وكذلك لبس كمامات تنفسية واقية عند التعامل مع الإبل، وضرورة غسل اليدين بالصابون، قبل وبعد ملامسة الإبل، ومن المستحسن لبس قفازات واقية، وبالأخص في حالات الولادة، والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة. يُذكر أن الإبل في المملكة سجلت الأولى على مستوى العالم في الأعداد بمختلف الألوان، وهي المغاتير والصفر والمجاهيم والشعل والحمر، وانتعشت تربية الإبل خلال العشر سنوات الماضية، وأصبح المهتمون يبحثون عن الإبل النادرة ذات السلالات المعروفة في الجزيرة العربية.