سجلت أسعار الإبل ارتفاعاً على الرغم من التحذيرات المتعلقة بدورها في نقل فيروس "كورونا"، حيث شهدت أسواق الإبل يوم أمس صفقة شراء بكرتين من لون الوضح بمبلغ مليون و800 ألف ريال. وطالب الباحث في شؤون الإبل سعد بن محمد بن شري وزارة الزراعة بأن تعد مسحاً ميدانياً حول الإبل مع أخذ عينات تحليل من الإبل، في مناطق متعددة في المملكة من الشمال، ومن الجنوب، ومن الشرقية، والوسطى، بحيث يتم الحصول على ثلاث عينات للتحليل من كل منطقة.
وقال: "بعد ذلك يتم فحصها وإعلان النتائج لهذه العينات العشوائية أمام الملأ، وإيضاح ما إذا كانت الإبل هي المسؤولة عن المرض، وفي هذه الحالة يتم التخلص منها، وبالنسبة للإبل المصابة فتتولى الدولة التعامل معها وتعويض المتضررين".
وأضاف: "مجرد التحذيرات غير المبنية على حقائق مؤكدة لن تؤثر على تعامل المواطنين مع الإبل التي تمثل أساساً في الحياة خاصة في وقت الحاجة منذ أزمان بعيدة".
وأردف الباحث: "الإبل مذكورة في القرآن الكريم ولا يخفى دورها في التداوي من عديد من الأمراض، وكانت إحدى الدراسات الطبية قد أكدت أنه ثبت علميّاً دور الإبل في نقل العدوى إلى الإنسان، وبالدليل القاطع أنها حاضن رئيس لفيروس "كورونا"، وأن أكثر من 90% من الإبل التي جرى فحصها لديها أجسام مضادة للفيروس، وهو ما يدل على إصابتها به".
وشددت الدراسة على ضرورة التركيز على تغيير سلوكيات التعامل مع الإبل؛ وذلك بتجنب مخالطتها إلا للضرورة، خصوصاً من لديهم أمراض مزمنة أو نقص مناعة، وعند مخالطة الإبل يراعى استخدام ملابس واقية تُخلع عند مغادرة مكانها، مع الحرص على تطهير الأيدي وعدم لمس العينين والأنف إلا بعد تطهير الأيدي.
وتعليقاً على هذه الدراسة، قال الباحث "ابن شري": "يجب تقديم دليل علمي قاطع، وإلا فإن الواقع يشهد أن ملاك الإبل والمتعاملين معها لا يشكون من هذا المرض".
وأضاف الباحث في شؤون الإبل: "أسواق الإبل أصبحت قريبة من السكان والأحياء المحيطة، فإذا كانت هناك أي مخاطر، ينبغي التحرك سريعاً لإبعاد أسواق الإبل عن الأحياء، وأعني بذلك سوق الإبل في الجنادرية على وجه الخصوص؛ نظراً لوقوعه وسط الأحياء".
ورغم التحذيرات الشديدة التي أطلقتها وزارتا الصحة والزراعة بشأن المخاطر المحتملة من القرب من الإبل وملامستها وتربيتها؛ نظراً لإمكانية نقل مرض "كورونا" بحسب الوزارتين، إلا أن المسؤولين عن تربية الإبل ما زالوا يخالطونها ويعالجونها ويشربون حليبها دون أي توجّس، ويؤكدون أن الحليب علاج لكثير من الأمراض.
وكانت وزارة الزراعة أكدت على جميع المربين والمخالطين وملاك الإبل ضرورة توخي الحيطة، والأخذ بأسباب الوقاية عند التعامل مع الإبل، واتخاذ الإجراءات الصحية، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات العلمية التي أجرتها وزارة الصحة وجود فيروس "كورونا" في الجهاز التنفسي للجمال.