فجعت حائل برحيل أحد رموزها وأعيانها ورجالها الأفذاذ الشهم النبيل والمواطن الصالح الباذل الشيخ علي بن محمد الجميعة يرحمه الله، بكته حزنا لأنه الساكن في قلوب وعقول الكثيرين من أبنائها بل بكاه الوطن كل الوطن، لأنه المبادر دوماً والحاضر دائما وفاء وسخاء وعطاء لفعل الخير، لتطوير الإنسان ،لدعم الإبداع الثقافي والرياضي والاجتماعي، لتحفيز الشباب لبذل المزيد من الرقي والتميز تعليميا ومعرفيا وسلوكيا، لأن كرمه طاف القرى والهجر والمدن، شمل الكبار والصغار، الرجال والنساء، الأرامل والأيتام.. لم يكن أبو فهد مجرد عضو شرف فاعل للطائي والجبلين وسائر أندية المنطقة، ولا داعم فقط للمساجد وللجمعيات الخيرية ومدارس تحفيظ القرآن، كان حاضناً وراعيا ومحتفياً بعواطفه وخبراته ومشاعره قبل ماله بمناسبات المنطقة الرسمية والشعبية المختلفة، وببرامج ومناشط الأدب والفن والثقافة والتعليم والصحة والصناعة والتجارة، كان رغم مشاغله ومسؤولياته خارج المنطقة ومرضه في السنوات الأخيرة إلا أنه ظل ملتزما بتواجده دقيقا في مواعيده ،متواضعا في تعامله، متفاعلا في أفكاره وكلماته ومبادراته باتجاه الجميع.. سيبقى الشيخ علي يرحمه الله في تصرفاته الحضارية وتجاربه الثرية وسيرته الخالدة، في وفائه وحبه ونبله لأهله وديرته ووطنه نموذجا فريدا للإنسان المعطاء والمواطن المخلص الخير، أسأل المولى القدير أن يغفر له ويكرم نزله ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، العزاء لأسرته الكريمة الفاضلة، لأبنائه الكرماء وليد وزياد ومحمد، نعزي أنفسنا وحائل والوطن ومحبيه الكثر، إنا لله وإنا إليه راجعون.