أود التعليق على مقالة الأستاذ جاسر الجاسر (إفشال مخططات النظام الإيراني مسؤولية العرب أولاً) والذي نشر في عدد يوم الخميس20 أغسطس 2015م فلقد بلورت «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية أول مجهود عربي واضح المعالم بعد انطلاقة «الربيع العربي» وأدخلت العرب في مواجهة حقيقية للنفوذ الإيراني في المنطقة. وما إن بدأت «العاصفة» حتى أسرعت الدول العربية والإسلامية إلى الانضمام إليها ما أحرج إيران ومن ورائها المجتمع الدولي، خصوصاً أن القرار كان عربياً صرفاً. بغض النظر عن النتائج التي ستخلفها «العاصفة» بعد هدوئها، وقد أعلنت انتهاءها قبل أيام، فإنها أول خطوة عربية جريئة كان يمكن أن تجمع العرب لهدف أكبر من اليمن، ربما هو بذرة مشروع أمة، لذا سارع مجلس الأمن الى حسم الموقف بإصداره قراراً تحت الفصل السابع يؤيد موقف المملكة ويكون بمثابة هزيمة للحوثيين. إلا أن القرار كان في النهاية لحفظ ماء وجه ايران، إذ إن تدويل المسألة يضفي عليها طابعاً أممياً يجعل من الهزيمة انصياعاً لأمر دولي لا أكثر، وبالتالي نفي الطابع العروبي عن المعركة. وفوق ذلك فالمتأمل في الوضع يدرك سبب عدم وجود فيتو روسي، كما هو الحال بالنسبة إلى سورية، إذ إن المسألة لو تركت حرباً عروبية لولّدت تبعات لها قد تكون سورية احدى محطاتها، فجاء القرار الدولي ليجعل من انتصار المملكة انتصاراً حسب القوانين الدولية، وجعل المسألة اليمنية مسألة دولية منفصلة عن المسألة السورية، مع أن نبض الشارع العربي يربط بينهما. ولعله يتحسس نشوة عروبية حركتها «عاصفة الحزم». وللمتبصر أن يدرك سبب هذا القرار الأممي المتأخر نوعاً ما.