اطلعت في عدد يوم الخميس 7 مايو 2015م على مقال للدكتور محمد بن يحيى الفال بعنوان «اليمن: بين عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل (نهاية أحلام الملالي) « فبلورت «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية أول مجهود عربي واضح المعالم بعد انطلاقة «الربيع العربي»، وأدخلت العرب في مواجهة حقيقية للنفوذ الإيراني في المنطقة. وما إن بدأت «العاصفة» حتى أسرعت الدول العربية والإسلامية إلى الانضمام إليها ما أحرج إيران ومن ورائها المجتمع الدولي، خصوصاً أن القرار كان عربياً صرفاً. بغض النظر عن النتائج التي ستخلفها «العاصفة» بعد هدوئها، وقد أعلن انتهاؤها قبل أيام، فإنها أول خطوة عربية جريئة كان يمكن أن تجمع العرب لهدف أكبر من اليمن، ربما هو بذرة مشروع أمّة، لذا سارع مجلس الأمن إلى حسم الموقف بإصداره قراراً تحت الفصل السابع يؤيِّد موقف المملكة ويكون بمثابة هزيمة للحوثيين. إلا أن القرار كان في النهاية لحفظ ماء وجه إيران، إذ إن تدويل المسألة يضفي عليها طابعاً أممياً يجعل من الهزيمة انصياعاً لأمر دولي لا أكثر، وبالتالي نفي الطابع العروبي عن المعركة. وفوق ذلك فالمتأمل في الوضع يدرك سبب عدم وجود فيتو روسي، كما هو الحال بالنسبة لسورية، إذ إن المسألة لو تركت حرباً عروبية لولّدت تبعات لها قد تكون سورية إحدى محطاتها، فجاء القرار الدولي ليجعل من انتصار المملكة انتصاراً حسب القوانين الدولية، وجعل المسألة اليمنية مسألة دولية منفصلة عن المسألة السورية، مع أن نبض الشارع العربي يربط بينهما. ولعله يتحسس نشوة عروبية حركتها «عاصفة الحزم». وللمتبصّر أن يدرك سبب هذا القرار الأممي المتأخر نوعاً ما.