تنتظم في دخيلتك أسئلة متواترة، وتأخذك الدهشة لمساحات شاسعة في التعجب.. وتعود لساحة تنبسط بين جنبيك لما لا مدى له من كل ذلك،.. تتأمّل ما يموج ويضطرب،.. يقل ويكثر،.. يوضح ويغمض، يبين ويختبئ، يظهر ويختفي،.. يُحس ويلمس، يُرى ويُسمع..!! وأنت، ؟!! أنت في محيط آخر مع أنك في الماء ذاته،..!! تغرق تارات في الخضم، وتعود أُخر لسطح الماء المتلاطم، لكنك تائه، فليس من جهة لهذا الخضم،..!! وتكابد في الغوص علك تصيد شيئاً من تفاصيل الإجابات،.. أو لعلك تضع قدماً في حجرة من حجرات زوايا أركانها،...!! هذا الواقع لخضم ما في داخلك من خليط الفوضى العارمة المجتاحة واقع الحياة العامة التي أصبحت جزءاً فيها، يُنبت فيك شيئاً من بذور الاستنكار، والعجب، والدهشة، والأسى،.. لتنمو هذه الشجرة فيك مع كل لحظة تنمو فيها الفوضى خارجك..!! والمصدر ، ما جعل الحياة في غمضة عين بعد انتباهتها صفيحاً ساخناً كأنما الشمس رمته من أتونها العميق، أو جهنم زفرته من غسلينها وحميمها..؟! فالبشر بين سادر لا مباليَ بأمر، وشاهد أبكم أصم، وناطق يتلجلج، ومنغمس يهتبل، ومنابر في هدر ، ومصغ في حيرة، ومتسلّق في غفلة، ومتماد في فتك، ومستفيد في معمعة..؟! ومنازل الناس فيها خليط،.. أخلاقهم تموج، وسلوكهم يتلوّن، وفكرهم ينحدر، وطموحهم تشوبه شؤون ليست تتناسق، ولا تتسامى، ولا تتنامى، وإن ادعوا ذلك، أو قذفوا جعجعتهم في عين الشمس..! أهو حنث المقتدرين من البشر بمقدرات النعم العظيمة التي تبدأ بالذات،..؟! أو هو حنث هذه الذوات بمقدرات الأرض، وقيم التعايش..؟ أو هو مكر الإنسان المتسيّد حين تغويه طموحاته بعيداً عن سره في الوجود، فيؤخذ بفعله الآخرون،..؟!! وتبقى أنت في هذه الفوضى العارمة، تصارع موج أسئلتك المتلاحقة، بخيبتك الكبيرة، بأسفك أنك تبحر بمجدافك اليتيم وحيداً يكتنفك غموض الحالة..!!