تحدث المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية 2016، السيناتورعن ولاية كنتاكي، راند بول عن صلة الحكومة الأمريكية بتنظيمات الإسلام السياسي، وراند بول هو ابن عضو الكونجرس السابق عن ولاية تكساس، الجمهوري رون بول، وسبق أن كتبت مقالا عن الأخير، والذي ترشح للرئاسة الأمريكية عدة مرات ولم يوفق، لأنه أمريكي حقيقي، ويسعى لخدمة أمريكا فقط، وبالتالي فهو ليس على وفاق مع لوبيات المصالح، وبالذات ايباك، ومن المسلم به أنه لا يمكن أن يفوز برئاسة أمريكا أي سياسي لا تدعمه ايباك، ومع أن الابن راند بول سياسي بارز، وله شعبية لا بأس بها، إلا أن حظوظه بالفوز، حتى الآن على الأقل، لا تبدو جيدة، فالبطل المؤقت حاليا في سباق الرئاسة هو رجل الأعمال الجمهوري، دونالد ترمب، ولكن سيتغير كل شئ، ففي أمريكا لا يمكن الجزم بحظوظ أي مرشح حتى اللحظة الأخيرة. لقد لاقيت صلفاً شديداً بسبب كتاباتي ومشاركاتي الإعلامية عن ارتباط جماعات الإسلام السياسي بأمريكا، وبالذات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وعن اللقاءات التي كانت تعقد بين رموز التنظيم وبعض ساسة أمريكا، وذلك قبل سنوات من بدء «التثوير العربي»، وأنا عندما أكتب ذلك، فإنني لا آتي بشيء من عندي، وأحرص دوما على ذكر المصادر، وهاهم أبرز الساسة يؤكدون ما ذهبنا إليه، ولمن أراد الاستزادة، فعليه أن يقرأ التقرير الذي نشر في مجلة التايم، في أغسطس 2013، وكان عنوانه: «هل يدعم أوباما تنظيم الإخوان؟»، والذي كتبه الصحفي المعروف جي نيوتن، وكذلك ما كتبه جيري جوردن، في مجلة نيو انجلش ريفيو، في أغسطس 2011، بعنوان: «كيف استطاعت المخابرات الأمريكية مساعدة تنظيم الإخوان لاختراق الغرب»، وكذلك مقال دانيال قرينفيلد، في مجلة فرونت بيج، في العشرين من شهر جون 2014 ، بعنوان: «كيف هندس أوباما تحويل التحالف من الحلفاء التقليديين إلى الجماعات الإسلامية؟!!»، وأخيرا وليس آخراً، ما نشره روجر كوهين في النيويورك تايمز في أكتوبر 2012، بعنوان: «العمل مع الإخوان المسلمين»!!. أنا لا أعترض على تحالفات التنظيم الدولي للإخوان، ولكني أجد أن من المثير للسخرية أن جماعات الإسلام السياسي، والتي ارتمت في أحضان أمريكا وحلفائها الغربيين، من أجل الوصول لكرسي الحكم، هي ذات الجماعات التي تعج أدبياتها بالعداء للغرب، وذات التنظيمات التي تقدح بشرعية الأنظمة العربية، وبالذات الخليجية، بسبب ارتباطاتها بالغرب، وتعاونها معه!!، ولا غرو، فهي جماعات انتهازية، تتميز بالتناقضات، والفجور في الخصومة ضد من يخالفها، فهم من اخترع مصطلح « التغريب، من أجل تشويه خصومهم، وها هي تنظيماتهم «تتغرب» إلى أبعد حد، والخلاصة هي أن جماعات الإسلام السياسي لها هدف محدد: «الوصول لكرسي السلطة»، وهي مستعدة للتحالف مع الشيطان في سبيل ذلك، وبالتالي فإن الثقة بوطنية كوادرها هو مخاطرة كبرى، فهم يجيدون التلون والمراوغة، والكمون لحظة الضعف، ولكنهم، أبدا، لن يتخلوا عن حلمهم الأزلي بعودة الخلافة، والتربع على كرسي الحكم، فكونوا على حذر!!.