لا يكون للكتابة معنى وقيمة إذا لم تلامس متطلبات الوطن وحاجة المواطن ولعل فيما يكتبه الدكتور جاسر الحربش من مقالات في شأن هذين المطلبين مما يستوجب المزيد من الشكر والتقدير له مثلما مقاله (لكنني التفت أولا إلى المعلمين) ضمن عموده إلى الأمام بصحيفة الجزيرة الصادر يوم الاثنين الموافق 18 شوال 1436ه والذي أراد من خلاله التذكير بما تحقق للبعض من البلدان التي استطاعت بلوغ التطور حينما صارت إلى تمكين أصحاب العقول المستنيرة التي استطاعت بناء الإنسان مثلما تركيز الدولة على بناء المؤسسات والأجهزة النظيفة والشفافة و تعويله على دور الشباب في دعم القفزات التنموية مثلما قوله (إن الوقت لم يعد يسمح بالترميم هنا وهناك) بمعنى أنه لابد من غربلة القطاعات المختلفة بما في ذلك إعادة هيكلة البعض منها متى تطلب الأمر ذلك لكي تتحقق بلوغ الغايات والطموحات التي هي غاية قيادتنا الرشيدة والموفقة. ففيما استطاعت تحقيقه دول مثل ماليزيا وسنغافورة على سبيل المثال مما صرنا إلى ما هو الأعظم منه ولكن في زحمة ما نعيشه من نهوض لافت لابد من تحري ما قد يكون سببا في إعاقة البعض منه بفعل التنظيمات والأفراد مما يتطلب المراجعة والتصحيح الجذريين وليس بمجرد الترميم إذ لابد من التطبيق الدقيق لمعايير الكفاءة والنزاهة والشفافية فنحن بحمد الله نملك من موجبات النهوض والرقي والتقدم أكثر مما لدى غيرنا والدليل فيما تحقق ولا زال يتحقق من منجزات هائلة لا نزال نطمح بالمزيد منها والذي لا يمكن أن يتحقق بالقدرة والسرعة المطلوبة ما لم يواكبه تطوير وارتقاء لمختلف أسبابه ووسائله وفي مقدمتها قدرات وفعالية المؤسسات والأجهزة الوظيفية والشفافة كما أشار إلى ذلك دكتور جاسر الحربش في مقاله النابض بمعاني الصدق والإخلاص والوطنية.