الجيران يتجمعون في ساحة مسجد العباس، الباعة يرددون أسماء بضائعهم بصوت عال، عم سعيد يحمل أقفاص الدجاج معه ويصرخ بصوته العجوز، صوته الوحيد الذي يذبل حين خروجه من حلقه. صوت شاهين بائع الحناء والعطور المغشوشة هو الأكثر إزعاجا، العمة عائشة تمارس ألاعيبها على الباعة، فتأخذ بالآجل، وتترك زوجها كورقة خريف تسابقت الأفواه على قضمها. صديقي بشار، لا يزال يتودد لابنة العم طاهر، وهي كعادتها في كل جمعة، تشتري من عند والده الطحين، تأتي صامتة، وتذهب صامته، إلى أن اكتشف بشار، أن فاطمة، لا تسمع كل ما يدور حولها من عزف.