تجولت عدسة (اليوم) داخل قصر ابراهيم الأثري لتسلط الضوء على فعاليات مهرجان السوق التراثي النسائي حيث أجادت النساء بأداء أدوارهن في التعريف بحياة قديمة عاشها الآباء والأجداد بين جدران الطين وخضرة النخيل, فصورة العجوز تعمل مع ابنتها الأكلات الشعبية من خبز المسح واللقيمات والمرقوق والهريس والجريش والعصيدة والمراصيع والملتوث.. وهناك البدوية تغزل صوفها وترعى أغنامها وتعمل القهوة بالقرب من بيت الشعر البدوي, والمطوعة التي تحفظ وتعلم الأطفال القرآن الكريم. وفي وسط ساحات القصر تجد الأطفال بصيحات والألعاب الشعبية القديمة وينشدون أنشودة القرقيعان و(طاق طاق طقية) ومشهد زفة العروس التي زينت بالمخمر المطرز والحناء وحولها صيحات الدفوف والزغاريد ورقصات الأطفال, وفي الساحة الأخرى سوق يوحي بعبق القديم والتراث الشعبي القديم فالنساء يبعن الحناء وينقشنها على أيدي الأطفال وهناك بائعة الدجاج الحساوي وهناك بائعة الحب والرطب والملابس الشعبية النسائية والخواصة التي تقوم بصناعة مستلزمات مختلفة من خوص النخل مثل صناعة الأثاث كالأقفاص والعسادة والحصر (المداد) والسفر والسلال والقفف والمنسف والمهاف.. اضافة الى أعمال فنية قديمة مع عرض للعادات والتقاليد القديمة كالمطوعة. كما تم تصوير حقيقي لحياة البيت الاحسائي القديم بكامل لوازمه الشعبية من الحوي واللوان والمطبخ ولعب الأطفال. وفي جولة (اليوم) داخل السوق التراثي بالقصر تفاجأت باحدى كبار النساء جالسة تبكي وتنثر دمعات الشيب ببكاء غريب شد انتباه المارة على أحد أروقة القصر وعندما سئلت عن سبب بكائها, أخذت تتمتم بكلمات تقول وهي تتألم على فراق الماضي: دعوني اتذكر حياة طفولتي كيف ذهبت؟ دعوني أزد من دمعاتي.. أين أم فلان لقد ضن الدهر بها.