التنافس الدرامي العربي يكون عادة ما بين الدراما المصرية والسورية ولكن في الأربع سنوات الأخيرة عَانت الدراما السورية والمصرية بسبب عدم الاستقرار السياسي وانعكس ذلك على وفرة الإنتاج الدرامي ولعل الدراما المصرية لهذا العام شَهدت إنتاجاً درامياً وافراً وصل مجموعه إلى حوالي 40 عملا. تنافس فيه مجموعة كبيرة من الفنانين وغاب عنها البعض منهم ولعل أبرز الغائبين يحيى الفخراني، نور الشريف، يسرا. وأبرز الحاضرين بطبيعة الحال هو نجم مصر الأول الفنان عادل إمام الذي قدَم مسلسل (أستاذ ورئيس قسم). ويبدو أن (الزعيم) أصبح صديقاً للتلفزيون في رمضان بعد مشاركته في أربع مواسم مُتتالية انطلقت من عام 2012م في (فرقة ناجي عطالله) ثم 2013م (العرَاف) وبعدها 2014م (صاحب السعادة). (أستاذ ورئيس قسم) في مُسلسل (أستاذ ورئيس قسم) يُجسد عادل إمام شخصية أستاذ جامعي يحمل توجهات يسارية وينخرط في ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما تطرق العمل إلى الأحزاب السياسية المُتفرقة ونشاط الشباب السياسي بالإضافة إلى بعض الأحداث التي عانى ولا يزال يُعاني منها المجتمع المصري بعد الثورة. حَاول عادل إمام أن يُصالح جمهوره وكذلك الرأي العام المصري ويُثبت لهم أنه مع الثورة وضد الحكومة السابقة مع العلم أنه في وقت سابق وأثناء بداية الثورة في يناير 2011م كان من أنصار الرئيس السابق حُسني مبارك، ما يؤخذ وبشكلٍ سلبي على العمل (طُغيان) الجانب التوعوي من خلال توظيف الحوار الدرامي في بث رسائل توعوية للمجتمع المصري وبشكلٍ مُباشر، وهذا ظهر بشكلٍ ملحوظ بعد مُضي مُنتصف الحلقات، وهذه ليست من واجبات الدراما النُصح والإرشاد المباشرين ليست من مَهام الدراما أبداً، وكان حرياً بالكاتب يوسف معاطي إبراز جانب الأفعال الدرامية عوضاً عن الإغراق في أحيان كثيرو بالجانب التوعوي من خلال حوار مُباشر قاده بعض الشخصيات الأساسية في العمل. ضم هذا المُسلسل مجموعه من الفنانين منهم: أحمد بدير، نجوى إبراهيم، عبدالرحمن أبو زهره، محمد الشقنقيري. (حارة اليهود) من المُسلسلات التي حظيت بنسبة مُشاهده عالية نظراً للجدل الذي أثارته ولعل أبرزها مُسلسل (حارة اليهود) من بطولة منه شلبي الذي يحكي قصة وأحداث تعود إلى العام 1948م وحتى 1952م عندما كان يسكن اليهود حارة في مصر. وتدور الأحداث حول قصة حب تربط ضابط مصري بشابة يهودية وما يتخلل ذلك من مُفارقات تراجيدية. بطبيعة الحال أثار المُسلسل غضب الرأي العام المصري وهذه بالمناسبة عادة الشعوب العربية عندما يكون الحديث عن اليهود دون أن يعرفوا التفاصيل أي أن المُحرك الرئيس لردود الفعل هي العاطفة العربية والدليل على ما أقول أن بعد مُضي منتصف حلقات المُسلسل تباينت وجهات النظر حوله بعد أن أستوعب البعض الرسائل التي أراد العمل إيصالها للرأي العام. يُذكر أن المسلسل من تأليف مدحت العدل وإخراج محمد العدل. (نجوم الغناء في الدراما) أبرز المُشاركات لنجوم الغناء العربي كانت بقيادة الفنانة هيفاء وهبي التي شاركت في مسلسل (مريم) التي استطاعت أن تلفت الأنظار بأدائها الجيد في هذا العمل وهذا ليس بغريب على هيفاء فقد فعلتها سابقاً عندما شاركت في مُسلسل (مولد وصاحبه غايب). هيفاء أتقنت اللهجة المصرية (وتشربتها) بعد مُشاركات عديدة بدأت منذ العام 2009م في فيلم (دكان شحاتة) مع المخرج خالد يوسف. ولكن التحدي الذي واجهته هيفاء في مُسلسل مريم هو عدم قُدرتها على الكلام بعد وفاة والدها من خلال أحداث المُسلسل الأمر الذي جعلها تُتقن لغة الإشارة وكان هذا من الأمور التي سَاهمت في توسع دائرة الإبداع لديها. مما يؤكد أن هيفاء فعلاً فنانه مُتعددة المواهب، وكذلك شاهدنا الفنان عاصي الحلاني بشكلٍ مُختلف في مسلسل (العرَاب) وتُعتبر هذه الإطلالة الأولى لعاصي من خلال التلفزيون. (الدراما السورية) تراجعت نسبياً الدراما السورية عن سابق عهدها عندما كانت تُنافس وبقوة الأعمال المصرية لكن وبالرغم وجود إنتاج فني درامي لهذا العام لأكثر من مُسلسل سوري إلا أنها لم تظهر كما ينبغي. وسأبدأ بالحديث أولاً عن مُسلسل (باب الحارة 7) الذي فقد توهجه مُقارنة في الأعوام والأجزاء السابقة ويعود ذلك إلى المُبالغة في (تمطيط) الأحداث وإقحام عناصر مُفاجأة لمُحاولة جذب المُشاهد ولكن هذه المحاولات لم تنجح وأعتقد أن هذا العمل آن له أن يتوقف بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في أجزائه السابقة. كما حضرت الدراما السورية في رمضان 2015م بأكثر من عمل منها مُسلسل (في انتظار الياسمين) الذي يحكي مُعاناة النازحين من الشعب السوري إلى حديقة صغيرة وكيف كانت مُعاناتهم مع الشتاء القارص وذلك بعد أربع سنوات من الأزمة السورية التي شتت شمل الأسر وأفرادها وأنعكس ذلك على حالتهم النفسية والصحية. العمل من إخراج سمير حسن. (مسلسل تشللو) حقق مُسلسل (تشللو) المُقتبس من قصص أحد الأفلام الأجنبية حقق أعلى نسبة مُشاهده في لبنان وذلك وفقاً لإحصائيات شركة (ابسوس) وكان ذلك بعد الأسبوع الأول من عرضه، يحكي العمل عن قصة حب تدور بين عازف بيانو وعازفة تشللو، والمسلسل من إخراج سامر البرقاوي وبطولة يوسف الخال، نادين نسيب.