صدرت موافقة المقام السامي على أن يعقد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة ندوة بعنوان: «تعليم القرآن الكريم لذوي الاحتياجات الخاصة تقويم للواقع واستشراف للمستقبل». وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ، إن تنظيم المجمع لهذه الندوة يأتي انطلاقاً من كون المملكة العربية السعودية مهبِط الوحي ومبعث الرسالة، وأرض الحرمين الشريفين، التي سخَّرَت كلَّ إمكاناتِها لخدمة علوم الشريعة ونشرها، والدعوةِ إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأولت القرآن الكريم وكلَّ ما يختص به عناية كبيرة وموفقة برزت آثارها في ميادين شتى، ولمَسها القريب والبعيد، ومنها رعايتها لذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من المراكز والمؤسسات والجمعيات، كمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، ومركز الملك عبد الله لرعاية الأطفال المعوقين، ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، ومسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وجمعية الأطفال المعاقين، ومسابقة القرآن الكريم المنبثقة عنها، وغيرها. وأضاف المشرف العام على المجمع: كما تأتي هذه الموافقة الكريمة من المقام السامي ضمن جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله في رعاية الجوانب الصحية، والاجتماعية، والثقافية، وغيرها التي تعود بالنفع والخير على عموم أفراد المجتمع. الجدير بالذكر أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يعَدُّ صورةً مشرقة لعناية هذه الدولة المباركة بالقرآن الكريم وعلومه، ولما يتصف به المجمع من مرجعية فيما يتعلق بالقرآن الكريم وعلومه؛ لخدمة المسلمين في شتى أقطار الأرض، وتوفير القرآن الكريم لهم بالروايات المتعددة، وتسجيل تلاواتها، مع تفسيره، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات، ونشر علومه، والجهود الرَّقْمية التي يبذلها في بناء قواعد بيانات المصحف الشريف، وبرمجة خطه وقواعد ضبطه وشَكْله, وعمليات التدقيق الآلي، ووسائل النشر الإلكتروني التي سلكها المجمع, ووضعها ضمن خططه المستقبلية, لتشمل إتاحة إصداراته الورقية بصورة رَقْمية, وإنتاج تطبيقات وبرامج حاسوبية تتصف بحاجة فئات المجتمع كافة إليها. ويتطلع المجمع إلى خدمة القرآن الكريم من جوانب شتى، ويهتم اهتماماً بالغاً بذوي الاحتياجات الخاصة كالصمِّ والبُكم، والمكفوفين، والمعاقين، ويسعى إلى توظيف التقنية في تلبية حاجة هذه الفئات العزيزة على القلوب. وقد قام المجمع بالمساهمة في أهم ما يحتاج إليه ذو الإعاقة المسلم في حياته اليومية كقراءة القرآن الكريم وتعلُّم أحكامه؛ من خلال بعض المشروعات التي تخدم فئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، تتمثل بالمشروعات بالآتية: طباعة مصحف المدينة النبوية بطريقة برايل، وتفسير معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة (الفاتحة وجزء عمَّ)، والتفسير الموضوعي لمعاني القرآن الكريم بلغة الإشارة، وموقع تعليم القرآن الكريم بالتوجيه الصوتي، والمصحف المعلِّم الناطق بقسميه: (القلم القارئ البسيط، والقلم القارئ المطوَّر) والمصحف التفاعلي المسموع للمكفوفين. وأكد معاليه أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عاقدة العزم - بتوفيق الله - على المضي قدماً في خدمة كتاب الله تعالى بما توافر لها من إمكانات مادية وبشرية، وبما تتلقَّاه من دعم ومؤازرة من ولاة أمر بلادنا العزيزة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسموُّ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وسموُّ ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله جميعاً-. وانطلاقاً من اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالقرآن الكريم وعلومه، ونظراً للدور الرائد الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في هذا المجال المبارك، وإدراكاً منه لأهمية دارسة الأسس والأساليب والوسائل الهادفة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إيصال القرآن الكريم ومعانيه بالصورة الميسرة إليهم، وإبراز الإنجازات التي وصلت إليها المملكة في رعاية هذه الفئة من المجتمع وتقويمها، واستشراف الرؤى والآفاق المستقبلية التي يمكن الوصول إليها في هذا الصدد عبر مختلف الوسائط- يطيب لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في الأمانة العامة للمجمع عقد ندوة عالمية في هذا المجال، يشارك فيها المختصون والمهتمون بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعقد بالمدينةالمنورة في رحاب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وتهدف هذه الندوة إلى تحقيق عدد من الأهداف، هي: دراسة السبل الهادفة لإيصال رسالة القرآن الكريم إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء القواعد والأسس الصحيحة لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير الوسائل والأساليب الفاعلة في الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وإبراز جهود المملكة العربية السعودية في العناية بهذه الفئات من المجتمع، وبيان دور المجمَّع في تقديم المشروعات القرآنية المتعلقة بذوي العوق السمعي والبصري وغيرهم، وتيسير اللقاء وتشجيع سبل التواصل بين المهتمين والمختصين في مجال خدمة القرآن الكريم؛ من أجل ذوي الاحتياجات الخاصة.