يبدو صانعو السياسات الاقتصادية والمالية قلقون من أن خروجاً غير منظم لليونان من منطقة اليورو قد يثير اضطرابات شديدة في الأسواق المالية ويعرض النمو الاقتصادي العالمي للخطر. وطلبت ألمانيا وفرنسا أكبر اقتصادين في منطقة اليورو من اليونان تقديم مقترحات جدية من أجل استئناف محادثات الدعم المالي. وفي تصعيد للضغوط على رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس قبل قمة لمجموعة اليورو اليوم الثلاثاء قرر البنك المركزي الأوروبي الإبقاء على قيود على التمويل للبنوك اليونانية. وقالت لجنة أسواق المال اليونانية إن بورصة الأسهم ستظل مغلقة حتى اليوم الأربعاء مع استمرار إغلاق البنوك في حين تسابق اليونان الزمن لتفادي إعلان إفلاسها والبقاء في منطقة اليورو. وتوجه رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس إلى بروكسل لحضور قمة طارئة لمنطقة اليورو في محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تحصل بموجبه على تمويل مقابل تطبيق إصلاحات لضمان بقاء اليونان في منطقة اليورو. من جانبه قال وزير الاقتصاد الياباني أكيرا اماري إنه ينبغي لليونان والاتحاد الأوروبي أن يعملا بجد للتوصل لاتفاق يكون في مصلحة الجانبين ويبقي اليونان في منطقة اليورو. وأضاف أماري أنه يجب على اليونان والاتحاد الأوروبي أيضا أن يتخذا خطوات لتقييد الضرر الاقتصادي للاضطرابات التي هزت الأسواق المالية. وتحدث الوزير الياباني بعد أن رفض الناخبون اليونانيون في استفتاء يوم الأحد إجراءات التقشف التي اقترحها الدائنون وهو ما يثير شكوكا حول عضوية اليونان في منطقة اليورو. وأبلغ اماري الصحفيين «اليونان فعلت بالفعل الكثير لاستعادة الانضباط المالي مثل خفض معاشات التقاعد والرواتب». «أتفهم أسباب تعبير الشعب اليوناني عن شعوره بالإحباط... العالم يتوقع أن تتعاون اليونان والاتحاد الأوروبي بشأن خطة نهائية للإنقاذ المالي». واستقرت الأسهم اليابانية والين إلى حد كبير في التعاملات الصباحية أمس الثلاثاء. وتراجع اليورو مقابل الدولار والجنيه الاسترليني أمس الثلاثاء مع هبوط عائدات سندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات وتحرك فروق أسعار الفائدة في غير صالح العملة الأوروبية الموحدة. وجاء هبوط عائدات السندات الألمانية واليورو بعدما أبقى البنك المركزي الأوروبي على السيولة الطارئة للبنوك اليونانية عند المستويات الحالية لكنه زاد من الضمانات التي يطلبها. وأجج ذلك المخاوف من نفاد السيولة في البنوك اليونانيقريبا ومن أن تمتد مشكلات اليونان إلى دول أخرى في جنوب أوروبا. وهبط اليورو مقابل الدولار 0.3% إلى 1.1025 دولار مرتفعا من مستواه المنخفض عند 1.0969 دولار الذي لامسه أمس الأول. وتراجع 0.4% مقابل الاسترليني إلى 70.80 بنس مع استفادة العملة البريطانية من تدفقات بحثا عن ملاذات آمنة. وتراجع الدولار الأسترالي 0.3% إلى 0.7476 دولار أمريكي بعدما أبقى البنك المركزي في أستراليا على معدل السيولة مستقرا كما كان متوقعا.