انتهى الموسم الرياضي، وتفرق الجمع، لكن الإثارة لم تنته، ويبدو أن اتحاد الكرة يبحث عن استمرار الإثارة حتى أيَّام الإجازات، رغم أنه لم يلتزم بذلك أو يعد به، مثل ما وعد بأن يضع المنتخب الأول ضمن المنتخبات ال40 الأفضل على مستوى العالم أيَّام حملة أحمد عيد الانتخابية. البداية كانت بإعلان (القانوني) الربيش الاستقالة من رئاسة لجنة الانضباط عبر تغريدة تويترية، وقبل أن يتقدم بها رسمياً وفق المجرى (القانوني) لرئيسه المباشر، ويبدو أن (القانوني) أراد من خلال التغريدة إيصال رسالة معينة لمن يهمه الأمر، المهم أن ساعات ما قبل وبعد تغريدة (القانوني الربيش) كانت تشهد حديث الشارع عن تصرفات عدد من لاعبي النصر أثناء تتويج (أبطال) كأس الملك، وبدا أن هناك توجها في الاتحاد (المنتخب) لإيقاف عدد من لاعبين، وخلال تلك الساعات راجت إشاعة تأجيل مباراة السوبر السعودي، لكن مسؤولا رفيعاً نفى ذلك... وسارت الساعات وصدر قرار إيقاف ثلاثة فقط من لاعبي النصر رغم أن الناس كانت تتوقع عقوبات أقسى وأوسع، ثم ماذا ؟؟ ظهر توتر غير مسبوق في أوساط الإعلام النصراوي وبدا أن توزيع الاتهامات أسهل من توزيع (الشرهات) قبل أن يظهر رئيس النصر في تصريح تلفزيوني بعد حفل تكريمه ويؤكد أن العقوبات مستحقة وأن ناديه لن يستأنف، بعد ذلك ظهر مقطع للاعب الهلال الشمراني وسط مطالبات بإيقافه أسوة بالثلاثي الأصفر، وهنا لست بصدد الدفاع عن اللاعب ولا عن تصرفاته، لكن أتساءل لماذا لم يظهر المقطع بعد النهائي مباشرة، ولماذا تأخر حتى صدور القرار بحق الثلاثي، ثم صدر بيان لاتحاد الكرة قال فيه انه أحال بعض اللقطات الجديدة التي ظهرت لبعض لاعبي المباراة النهائية للجنة الانضباط (طبعاً بعد رفض استقالة) للنظر فيها وتطبيق اللائحة وما تقتضيه حيالها، وقد صدر بالفعل قرار إيقاف الشمراني أربع مباريات مع غرامة مالية. المهم قال الاتحاد: انه يتعامل بشفافية تامة واستقلالية كاملة في هذا الموضوع وجميع الحالات المشابهة، وأنه حينما وردت إليه اللقطات الأولى لبعض لاعبي النصر في المباراة النهائية قام بإحالتها للجنة الانضباط بشكل مباشر حيث اتخذت العقوبات التي أعلن عنها قبل أيَّام، وهنا فإنَّ الجميع يشكر اتحاد الكرة على حرصه على النظام وتطبيق القانون لكن الجميع أيضاً يسأل: - ما هو الأساس القانوني الذي استند عليه الاتحاد في إحالة بعض اللقطات التي وصفها ب(الجديدة)؟. - لماذا لم يدرس الاتحاد ولجنته كل ما ورد في المباراة وما بعدها وإصدار قرار متكامل بشأنها؟. - هل سيكون الاتحاد ملزماً الآن بالعودة إلى أي مباراة ولقطات بمجرد ظهور صور جديدة ربما تكون مفبركة وربما لا يكون لها علاقة أصلاً بالمباراة محل البحث، وكيف سيستطيع إثبات ذلك لو استأنف الطرف المتضرر، ونتذكر جميعاً كيف عجزت لجنة الانضباط عن إدانة جماهير الهلال في حادثة ال CD الشهيرة، ونتذكر لغة بيان لجنة الاستئناف التي نقضت قرار اللجنة التي يرأسها القانوني الربيش (الانضباط) وكيف كشف عن ثغرات عدة في قرار الانضباط بحرمان الهلال من جمهوره؟. - هل سيكون الاتحاد شجاعاً ويبرر تجاوزه عن أخطاء سابقة لمجرد عدم وجود ما يثبتها (!!!!) مثل لقطة قائد النصر مع لاعب الاتحاد سيف سلمان؟. - ما هو المبرر القانوني الذي يجيز للاتحاد العودة للقطات جديدة ودراستها ثم التأكيد على أنه لن يتعامل مع أي لقطات لاحقة ترده بعد صدور هذا البيان.. لماذا يعود مرة ويرفض التعامل في الأخرى؟؟ ولماذا لم يكن الاتحاد واضحاً ويحدد اللقطات التي شملها قرار العودة، التي تبيّن بعد صدور القرار أمس الأول أنها لقطة الشمراني وليس هناك لقطات غيرها ولا من يحزنون. هنا... ليت اتحاد الكرة يجد في العمل من أجل المنتخب كما جد في العودة للقطات (!!) وكلنا شاهدنا الأخضر أمام فلسطين وكيف كان شكله، وهو الشكل الذي يوحي بأنه لن يكون قادراً على المضي بعيداً مع مدربه فيصل البدين، ولا أحد يعلم سر التأخر في إتمام التعاقد مع مدرب مميز للمنتخب وهل اتحاد الكرة قد وضع مدرباً بعينه ولم يفرغ من مهامه الحالية بعد، وهل يعقل أن أندية محدودة الإمكانات تستطيع التعاقد مع مدرب بديل بعد قرار الاستغناء عن مدرب سابق خلال يومين أو ثلاثة، وغالباً ما يكون البديل أفضل وأكثر تميزاً، إلا إذا كان الاتحاد يبحث عن مدرب بمواصفات خاصة لم يجد من تنطبق عليه حتى الآن فهذا شيء آخر؟؟ وعلى طاري المواصفات ليت اتحاد الكرة ولجانه المختصة تحدد المواصفات التي بنت عليها اختيار أفضل اللاعبين في الموسم، ولماذا غاب عنها لاعبون أجمع المحللون على تميزهم مثل سلمان الفرج ومدرب كانت له بصمات واضحة مثل دونيس خاصة أن هناك مبررات لا يمكن قبولها تحدثت عن غيابهم مثل القول ان دونيس قد جاء بديلاً في منتصف الموسم وهو أمر مردود عليه لوجود مدربي التعاون والاتحاد والنصر في القائمة وكلهم مدربون بدلاء، أو القول ان الفرج لم يكن له تأثير السهلاوي مع فريقه مع أن نتائج الفريق وما وصل إليه رغم الظروف تقول عكس ذلك..!! ولكن... ما يحدث من اتحاد الكرة من أخطاء وتصرفات وقرارات غريبة أمر لا نهاية له وعلى كل بقي موسم وعدة أشهر وتنتهي حقبة هذا الاتحاد... وكلي أمل بأن الاتحاد المقبل سيتعلم من أخطاء هذا الاتحاد... ومن إيجابياته وإن قلت أيضاً. خاتمة كل عام وأنتم بخير... تقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر أعمالكم.