عندما يغيب النظام في أي مجتمع تعم الفوضى ويختل ميزان العدالة وتحل شريعة الغاب ليأكل القوي الضعيف ، وعندما تحضر الأنظمة والقوانين ولكنها لا تطبق بصورتها الصحيحة وتكون خاضعة لأهواء وعواطف المؤتمنين على تطبيقها فهي تصبح مصدراَ للخلافات والنزاعات وزيادة الاحتقان داخل اي مجتمع لأنها باختصار لا تحقق العدالة. أمين عام الاتحاد السعودي الأستاذ / احمد الخميس فاجأ الوسط الرياضي ببيان يؤكد فيه ويصادق على تغريدات رئيس لجنة الانضباط الأستاذ / ابراهيم الربيش التي جاءت عقب اصدار مجموعة عقوبات على ثلاثة من لاعبي النصر وزميلهم الشمراني بالهلال بعد أحداث نهائي كاس الملك والتي صدرت بإعتمادها على تصوير فيديو " جوال " ، ومكمن الاستغراب في بيان الخميس وهو احد القيادات الرياضية في الاتحاد السعودي والمعول عليهم إعطاء اللجان الصلاحية الكاملة لممارسة عملها هو تدخله الفاضح في عمل لجنة الانضباط واستصداره قرارات ضد لاعبي النصر لسوء سلوكهم ومن ثم معاقبة الكابتن ناصر الشمراني بعد ظهور مقطع فيديو مماثل لما قام به لاعبي النصر. وعندما نقول استصدار العقوبات من قبل الأمين باعترافه شخصياَ بذلك وان أهمية المناسبة حتمت عليه ذلك والتي رأى أنها مصيبة عظمى إذا لم يدرك رئيس الانضباط حجم المناسبة ، ولا يشكك احد بقيمة المناسبة بحضور خادم الحرمين الشريفين ولكن ذلك لا يعني الانتقائية في العقوبات فالدافع الذي حرك سعادة الأمين كان لزاماَ أن يشمل كل لقطات واحداث النهائي فلماذا تجاهل لقطة الكابتن نواف العابد مع زميله الفرج التي كانت عبر الناقل الرسمي بصورة واضحة ولا تتطلب الاجتهاد ولا مقطع جوال ولماذا غض الطرف عن رمي جماهير الهلال علب الماء على لاعبي النصر بعد الهدف النصراوي أليست هذه المخالفات تسيء للمناسبة ام لا ؟، كل هذه الأسئلة تدين سعادة الأمين في تبريره ، هذا اذا تجاهلنا مخالفته الرئيسة في التدخل بعمل اللجنة. لم تتوقف مفاجآت الأمين عند هذا الحد بل أورد في بيانه مادة قانونية تجيز إيقاع العقوبة بالاستناد على تصوير الجوال وهي المادة التي غابت أو غيبت من قبل اتحاد عيد وأمينه في حادثة الهتافات العنصرية بمباراة الهلال والاتحاد الموسم قبل الماضي والتي رفض النظر بها بحجة ان تصوير الجوال لا يعتبر دليلاَ ولا يمكن الأخذ به فلا نعلم مالذي تغيير؟ وهذا لا يعني اننا نوقر ما قام به اللاعبين من تجاوزات ولا كننا بنفس الوقت نستغرب ربط العقوبات بالمناسبة وهل سيتم تجاوز هذه التصرفات لو كانت في مباراة دورية حسب بيان امين الاتحاد. ولماذا لم تظهر المادة القانونية في جواز الأخذ بالتصوير الفردي عبر الهاتف النقال إلا في هذه الحادثة فقط أم ان هناك أمور لا يريدون الكشف عنها للشارع الرياضي ، كل هذه الأسئلة لا يملك الإجابة عليها إلا الامين العام وقبله رئيس الاتحاد السعودي الأستاذ احمد عيد والذي في كل ظهور يؤكد على ان اللجان تعمل باستقلالية تامة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان لا يكون الرئيس على اطلاع كامل بما حدث بل حسب رواية الربيش ان عيد ممن صادق على العقوبات في منتصف الليل. الاتحاد السعودي ولجانه يعمل تحت وطأة صراع هلالي نصراوي نلمس ملامحه جلياً في ما يطرح بأعلام الناديين وهو انعكاس لتخبطات وارتجالية أعضاء الاتحاد نفسه التي تعتبر المحرك الرئيسي للتعصب داخل المجتمع الرياضي. وهذا يجعلنا على يقين ان الاتحاد الحالي لم يعد قادراَ على القيام بمهامه كما يجب ولم يعد ينفع معه لا انذار اول ولا اخير. والله الموفق. خالد الحربي 5haledalharbi@