يُراودني شعورٌ بالخجل، كلما قرأت خبراً عن طريقة تعامل كوريا الجنوبية مع فيرُوس (كورونا)، وقارنته بما تم لدينا؟!. بكل تأكيد ألتمس العذر (لوزارة الصحة) لأن المرض غامض، ولا يمكن القضاء عليه بسهولة، بل إن التعامل معه ومحاصرته (صعب جداً)، ويحتاج ثقافة مجتمعية مُسبقة، بدليل ما يحدث الآن مع الكوريين، والمخاوف التي ضربت كامل (دول شرق آسيا)، خشية وصول الفيروس إليها؟!. بصراحة: الجماعة الكوريون قدّموا درساً كبيراً في (الشفافية)، صحيح أن هذا الدرس جاء بعد ضغط كبير جداً من وسائل الإعلام هناك، أجبر المسئولين (بوزارة الصحة الكورية) للرضوخ للحقيقة، وإعلان تفشي الفيروس في أكثر من (24 منشأة صحية)، وتبيان أعداد الوفيات الصحيح، وأرقام المصابين الذين وصل لنحو (ألفي شخص) تم حجزهم صحياً في (محاجر المستشفيات)، ومنع أغلبهم من التنقل أو مغادرة مقار سكنهم!. لاحظ أن الإعلان عن رصد أول حالة اشتباه كان في مايو (قبل شهرين تقريباً)، وخلال هذه المدة القصيرة نجحت وزارة الصحة الكورية في إشراك المجتمع معها، وتثقيفهم للطرق الصحيح لمُحاربة المرض، أيضاً شاهدنا التعامل المسئول من قِبل الشركات والمصانع الكورية مع هذه الأزمة، بتقديم المساعدة والدعم اللازم لمحاربة المرض، وتوزيع ملايين (علب التعقيم) مجاناً في الشوارع والمجمّعات والمدارس، وهو الأمر الذي يجعلنا نعود بالذاكرة (للخلف) لنتذكَّر محاولة بعض التجار والمصانع (استثمار الأزمة) لتحقيق المزيد من الأرباح عبر رفع سعر (المُعقِّمات)، وندرتها في الأسواق؟!. وزارة الصحة الكورية حاولت إخفاء الأمر في بدايته - كل مسئول صحي سيفعل ذلك - لمحاولة السيطرة على الوضع، ولكنها عندما كشفت الحقيقة جاءت بها كاملة، ولم تخجل من إعلان إصابة مستشفياتها، ووضع خطط لحماية العاملين والمرضى، بل إن أحدث ما قامت به هو (مراقبة هواتف) المُصابين، وتحديد مكان تواجدهم، للتأكد من عدم مغادرتهم لبيوتهم، والتواصل معهم طوال الوقت...!. مُحاربة أي مرض تعتمد على الثقة والشفافية، فالأفكار كثيرة ومُتجددة خارج صندوق (منظمة الصحة العالمية)، ليس عيباً أن ننظر لطريقة تعامل الكوريين مع (كورونا) ونستفيد، فموسم العمرة والحج يحتاج (خطوات فعّالة)؟!. باختصار: سبقناهم بالإصابة، فسبقونا بالعلاج والوقاية!. وعلى دروب الخير نلتقي.