ما حدث في القديح قبل فترة و ما تبعه في الدمام من تفجير إرهابي استهدف الآمنين في بيت من بيوت الله هو نوع من الإرهاب الذي يخطط له الملالي في طهران ويقوم بتنفيذه السذج من دواعش العصر، والهدف من تلك الأعمال الإجرامية هو إشغال الرأي العام عما يحدث في إيران من احتقان طائفي يكاد يعصف بملالي طهران، كما أن هناك أهدافا أخرى منها: ضرب اللحمة الوطنية ونشر الفرقة بين أبناء هذا البلد الآمن، ولكن هيهات أن يحدث مثل ذلك وهيهات أن تحقق تلك الأعمال الإجرامية أهدافها، فبلادنا بحمد الله لا تزيدها مثل تلك الأعمال الهمجية إلا وحدة وتماسكا، فهاهم أبناء البلد الواحد من شرق البلاد وغربها وجنوبها وشمالها يقولون بصوت واحد: لن تزيدنا مثل تلك الأعمال إلا وحدة وترابطا، فخاب وخسر من يريد العبث بأمن هذه البلاد الطاهرة المحمية بقدرة الله وتماسك ووحدة أبنائها، كما أنه وتجاه ذلك لا بد من تعزيز أمن الوطن ولا يكون ذلك إلا بإيجاد ثقافة أمنيه شاملة وهي مهمة مناطة بجميع شرائح المجتمع السعودي لنتمكن بذلك من بناء سياج أمني قوي يكبح الزعزعة الفكرية لدى الشباب و يعمق في نفوسهم حب الوطن والفخر بالانتماء له، و الطاعة لولي الأمر، والنصرة، والعمل والتكاتف على الخير، كما يجب أن نعي جيدا أن تحقيق مفهوم الأمن الوطني يبدأ من البيت لأنه اللبنة الأولى في التربية ثم تتعاضد مسؤولية البيت بالإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وكذلك يقع على كاهل المدرسة مسؤولية كبرى في مناهجها وأساتذتها، كما أن على العلماء والوعاظ والمربين دوراً في هذا الجانب فضياع الأمن الوطني ضياع للمجتمع بأسره، كما يجب علينا جميعا في مثل تلك الأزمات أن نكون عينا ساهرة على أمن الوطن و ألا نتردد في إبلاغ الجهات الأمنية عن أي مظهر يخل بالأمن والاستقرار من باب التعاون وتطبيقا لقوله تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فالأمن الوطني مسؤولية جماعية، حفظنا الله وحفظ أمتنا من كل مكروه وأسبغ علينا نعمه ظاهرة و باطنة وألجم ودحر كل عدو وحاقد يريد المساس بأمن هذا البلد الطاهر، والله الهادي إلى سواء السبيل .