أطلق مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية بالسودان بمبادرة لوقف النزاع بين قبيلتي «الرزيقات» و»المعاليا» بولاية شرق دارفور، والتي راح ضحيتها المئات من الضحايا والمصابين من الجانبين. ودعا الأمين العام لمجلس أحزاب الوحدة الوطنية بالسودان عبود جابر، الطرفين للوقف الفوري لإطلاق النار مع دعوة السلطات المختصة على مستوى المركز والولايات للتحرك العاجل لبسط الأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال عمل عازل آمن يفصل بين وجود القبيلتين على الأرض لحماية المواطنين، وإنهاء حالة الانفلات الأمني. وقال عبود جابر إن المبادرة تستند على تكوين لجنة قومية تضم كافة الأحزاب السياسية بالبلاد؛ للقيام بدورها في نزع فتيل الأزمة وإحداث المصالحة بين القبيلتين المتصارعتين. من جانبه أصدر وزير العدل السوداني محمد بشارة دوسة، قرارًا بتشكيل لجنة تحقيق وتحرٍّ في أحداث الاشتباكات والصراعات المسلحة التي جرت مؤخرًا بين قبيلتي «الرزيقات» و»المعاليا» بولاية شرق دارفور، وحدد القرار اختصاصات اللجنة في التحري والتحقيق في الأحداث وتحديد المسؤوليات بشكل عام والتحري في البلاغات واستجواب الأطراف واتخاذ كافة التدابير والإجراءات القانونية وتحديد الخسائر في الأرواح والأموال، كما منح قرار وزير العدل السوداني، اللجنة سلطات النيابة الجنائية الواردة في قانون الإجراءات الجنائية. فيما تعتزم الشرطة السودانية الدفع بقوات إضافية إلى ولاية شرق دارفور خلال الفترة المقبلة للمساهمة في فرض الأمن وبسط هيبة الدولة بالولاية بعد الاشتباكات المسلحة التي وقعت مؤخراً بين قبيلتي «الرزيقات» و»المعاليا». وأفاد -بيان للمركز الصحفي للشرطة السودانية- أن وزير الداخلية الفريق أول عصمت عبدالرحمن، زار عاصمة ولاية شرق دارفور «الضعين»، وتعرف على الأوضاع الأمنية بمحلية «أبوكارنكا» مسرح أحداث المعاليا والرزيقات. وقال الوزير «إن التعايش السلمي يمثل الدعامة الحقيقية للاستقرار بالولاية»، مبيناً أن الدولة تعمل على حل جميع المشاكل التي تعوق مسيرة الأمن والاستقرار بالولاية. تجدر الإشارة، إلى أنه قد فشلت عدة مؤتمرات للصلح بين قبيلتي «الرزيقات والمعاليا» كان آخرها مؤتمر «مروي» بالولاية الشمالية في نهاية فبراير الماضي، حيث رفضت قبيلة المعاليا التوقيع على وثيقة مؤتمر «مروي» للصلح مع الرزيقات بحجة ورود فقرة بوثيقة التصالح تنص على تبعية مناطق «عديلة وأبوكارنكا» التي تقطنها القبيلة لنظارة الرزيقات. ويعد النزاع بين قبيلتي «الرزيقات والمعاليا»، من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور، التي خلفت المئات من القتلى والآلاف من المصابين من القبلتين، بسبب الصراع حول أراض «حاكورة» يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض، كما أخذ الصراع بين الطرفين منحى أكثرة عنفاً وحدة بعد اكتشاف النفط في المناطق المتنازع عليها.