تجددت المواجهات القبلية في إقليم دارفور السوداني بين أفراد من قبيلتي المعاليا والرزيقات شرق الإقليم ما خلَّف 39 قتيلاً و47 جريحاً، في وقتٍ شهدت أكبر المدن الدارفورية نيالا أمس الخميس مظاهرات حاشدة على خلفية اغتيال رجل الأعمال الشهير، إسماعيل وادي، ونجل شقيقته وإصابة نجله بجروح بالغة على يد مجموعة مسلحة أطلقت عليهم وابلاً من الرصاص أثناء عودتهم إلى منزلهم. ووصلت التظاهرات التي انطلقت عقب تشييع جثمان رجل الأعمال إلى مقر حكومة الولاية حيث أحرق المتظاهرون أجزاءً منها وسط أنباء عن سقوط 3 ضحايا على الأقل وإصابة العشرات. ورشق المحتجون موكب والي الولاية بالحجارة بعد أن حاصروه قبل أن تتدخل قوات الشرطة وتفرق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع وتجلي والي الولاية إلى مقر آمن. وقال شاهد عيان ل «الشرق» إن تشييع جثمان رجل الأعمال تحول إلى تظاهرة احتجاجاً على الأوضاع الأمنية والانفلاتات التي تستهدف رجال الأعمال بعد أن شهدت المدينة في الآونة الأخيرة موجة من الاغتيالات. وأفاد الشاهد أن المحتجين هتفوا مطالبين حكومة الولاية بحسم التفلتات الأمنية أو الاستقالة قبل أن يحاصروا مبنى الحكومة ويضرموا النار في عددٍ من سيارات كبار المسؤولين. ويعتبر الحادث هو الثانى من نوعه فى غضون 24 ساعة بعد أن اغتال مسلحون أمس الأول موظفاً حكومياً وزوجته داخل منزلهما. ويعد إسماعيل وادي أحد أعيان قبيلة الزغاوة، وتحدثت مصادر موثوقة ل «الشرق» عن هجوم خمسة مسلحين ملثمين على الرجل ومرافقيه من على متن عربة لاندكروزر في حوالي السابعة مساء أمس الأول، الأربعاء، واعتراضه في شارع رئيس في نيالا وهو يقود سيارته في طريقه إلى منزله. وفي سياقٍ آخر، شهدت ولاية شرق دارفور مواجهات قبلية عنيفة بين قبيلتي المعاليا والرزيقات خلَّفت 39 وأصيب 47، وأعلن والي الولاية بالإنابة، علي آدم، أن حكومة الولاية والإدارة الأهلية احتوتا الموقف. وأشار بيان صادر عن شورى المعاليا، حصلت عليه «الشرق»، إلى تنفيذ الرزيقات هجوماً مباغتاً على منطقة بخيت ما أدى إلى إحداث خسائر بالغة وسط المواطنين، وأكد البيان أن المهاجمين استغلوا سيارات دفع رباعي وأسلحة ثقيلة. ونعى البيان وثيقة الصلح التى وقعت في منطقة الطويشة التابعة لولاية شمال درافور قبل عدة أيام ونصت على وقف العدائيات. وكان القتال بين القبيلتين أودي بحياة ما لا يقل عن 500 فردٍ من الطرفين قبل أسابيع، واجتهدت الحكومة المركزية في وضع حد والتوصل إلى وثيقة صلح وُقِّعَت في منطقة الطويشة بحضور وفد عالي المستوى من الحكومة المركزية. في سياق متصل، حذر عضو البرلمان والقيادي في قبيلة الرزيقات، موسي مادبو، من أن يؤدي تجدد الصراع إلى نسف وثيقة وقف العدائيات التي تم توقيعها بين الطرفين في مؤتمر الطويشة في أغسطس الماضي. وحمَّل مادبو، في تصريحاتٍ صحفية، الحكومة مسؤولية تجدد الاشتباكات بين المعاليا والرزيقات لعدم نشر قوات لتأمين الشريط الحدودي بين الطرفين فضلاً عما سماه الفراغ الإداري في الولاية. وأوضح أن تجدد الأحداث بدأ بسرقة مواش واغتيال صاحبها بواسطة متفلتين وقطاع طرق. ودعا مادبو قبيلتي المعاليا والرزيقات إلى عدم الالتفات للمؤامرات التي تحاك ضدهما لنسف الاتفاق. وشكلت وزارة العدل الأسبوع الماضي لجنة عدلية برئاسة مستشار في الوزارة للتحقيق في الاتهامات بتورط مسؤولين حكوميين كبار في القتال بين القبيلتين. وتتهم المعاليا والي شرق دارفور، عبد الحميد موسى كاشا، بمساندة الرزيقات، وألمح كاشا إلى أن المعاليا تساند الحركات المسلحة في دارفور.