أتمنى من المسؤولين وخاصة في الجهات الحكومية التي تقوم بتقديم الخدمة العامة مثل الكهرباء والماء والمواد الاستهلاكية أن تضع خطة عاجلة وفورية للتعامل مع الأزمات سواء كانت طبيعية مثل موجة البرد التي ضربت المدن الشمالية للمملكة أو موجة الحر أو الغبار أو أي أزمة قد تؤدي إلى انقطاع تلك الخدمة مثلا ما حدث بيوم عاصف وليلة شديدة البرودة وكهرباء متقطعة ومادة (الكروسين «الكاز») المفقود في الجو البارد في «مدينة القريات». فقد هبت رياح شديدة البرودة على القريات حتى اقتلعت «الأعمدة» من مكانها وانطفأت معها الكهرباء، وبعد تركيب الأعمدة ظلت الكهرباء تراوح ما بين الانطفاء والمعاودة حتى أسدل الليل الحالك على القريات بستاره، وتابعت الكهرباء سيرتها الأولى إلا أن الليل ليس كالنهار فالليل تنطفئ معه الأنوار فلا تستطيع أن ترى ما حولك بفعل الظلام الدامس فما بالك بالأطفال الصغار الذين يخشون وحشة الظلام وهذه العتمة.. وفي هذه الأثناء وخلال انقطاع التدفئة الكهربائية تصبح الحاجة ملحة إلى مادة الكروسين «الكاز» وعندما تبحث عن هذه المادة متجهاً لإحدى محطات الوقود القريبة فلا تجدها، وعندما تذهب للمحطة الأخرى بالقريات تجد الناس هناك وقد تراتبوا وتناظموا خلف بعضهم بعضا بطوابير طويلة في هذا الليل البهيم وفي هذا الشتاء شديد البرودة حد التجمد!! كُل يحمل «جراكن» براميل الكاز أحدٌ في دوره على ظهر سيارته وآخر ممسكٌ دوره على قدميه قابضٌ على «جراكنه» ما بين يديه!! تجدهم بانتظار دورهم في شدة البرد فحبذا سرعة التحرك في الأيام القادمة قد تُنذر بليالٍ باردة ومتجمدة والكهرباء تنقطع بفعل الرياح العاتية، ولكن ما العذر في أن تكون مادة «الكاز» حِكراً على محطتين اثنتين بالمدينة إحداهما تكاد تكون منقطعة عنها هذه المادة على الدوام والأُخرى قوافل الباحثين عن «الكاز» لا ينفكون عنها في كل وقت وحين!!! الحل هو توفير تلك المادة بوقت كاف وقيام الجهات المختصة بوضع خطة الطوارئ تساعد على تخفيف حاجة المواطن لمثل تلك الخدمات الضرورية حسب نوع الأزمة المحتمل حدوثها. والله الموفق.