الوسائل الإعلامية المتنوعة هي في متناول الناس جميعاً، يستغلها العدو ويستخدمها ببث الشائعات والأخبار الكاذبة والصور المفبركة لإشاعة البلبلة بين الناس ومحاولة إحداث الضرر بالمجتمع، وأصبح من السهل اختلاقها وبثها بكل سهولة، ويستغل العدو أيضا القنوات الفضائية في إعداد البرامج واللقاءات الحوارية بمذيعين وضيوف مرتزقة يختارون منهم المتميزين بالفصاحة وعلو نبرة الصوت لكي يمرروا لهم رسائلهم الكاذبة التي يريدون إيصالها للناس على مدار الساعة في بث الأخبار الطائفية والبرامج التحريضية والقيام بالتعليقات المسيئة للدول والمجتمعات، ولم تقتصر تلك الافتراءات على الإساءة والتشويه فحسب، بل تعدى حتى وصل إلى العبث في تغيير التاريخ كذباً وجوراً، فمن خلال القنوات الفضائية يحرصون أن يقدموا لبرامجهم أحدث الوسائل الإعلامية في المونتاج والإخراج والموسيقى التصويرية والديكورات ولكي يوهموا المشاهدين بأنهم إعلاميين صادقين يقدمون برامج حوارية وتحليلية بكل أمانة ويقومون باستضافة مسئولين ومثقفين من مختلف البلدان لكي يعطوا لبرامجهم زخم إعلامي أكبر ويتحدثون عن المبادئ والأخلاق والقيم والحقوق بعاطفة جيّاشة لدغدغة المشاعر، والكل يعلم أن هذه الأساليب مفضوحة وما تحمله من كذب ونفاق وبهرجة، إنّهم لا يمتّون بأي صلة لتلك المثل والأخلاق إلاّ بالألفاظ المنمّقة فقط، لقد اعتادوا على أساليب المكر والخداع بتوافقهم الكبير في جميع قنواتهم الفضائية، ولكي لا تُترك هذه القنوات الفضائية مجالاً مفتوحاً يخوض بها الكذابون والمخادعون المضللون، المؤمل من الوسائل الإعلامية العربية المؤهلة أن تقوم بإعداد البرامج المتنوعة واللقاءات الموازية، وحتماً ستكون الأفضل على الإطلاق مما يقدمه هؤلاء الأذناب المرتزقة عبر فضائياتهم، وأيضاً لتفنيد كل ما يطرحونه من كذب وتضليل وخداع، ولا ننسى هنا بالإشادة بالإعلام السعودي المتميّز ومدى فاعليته وحياديته ومصداقيته التي تلجم أفواه الكذبَة الأفّاقين كما أن المواطن السعودي الوفي يكتسب إدراك وزيادة وعي في عدم اهتمامه بما يبثه الأعداء عبر الوسائل الإعلامية، الوات ساب وتويتر وغيرها.... بل إنهم يقومون بالرد ويفندون ما يكتبه الأعداء، وهناك أيضا الكثير من الإعلاميين السعوديين كانوا وما زالوا لهم البروز الإعلامي خلال مشاركاتهم الإعلامية والبرامج الحوارية على القنوات الفضائية ونذكر منهم: الدكتور أنور بن ماجد عقي، والدكتور علي بن حسن التواتي والدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة، والدكتور فهد بن عبدالعزيز الخريجي والعقيد متقاعد إبراهيم آل مرعي، والأستاذ عقل الباهلي والأستاذ خالد باطرفي -وفقهم الله- وغيرهم من الإعلاميين...... ومشاركاتهم الفاعلة التي تتسم بالردود القوية المقنعة والمُفنِّدة للأكاذيب، والمتعارف عليه إنّ مثل هذه اللقاءات تحتاج إلى اللّباقة ورباطة الجأش وهدوء البال لأنه متوقع من المذيع أو من أحد المشاركين من خلال تلك البرامج الاستفزاز أو الاختلاف في الطرح وعدم الاتفاق فيسارع الخصم بالطعن والتجريح فحضور البديهة واستخدام نبرةَ صوت مرحة بكل ثقة تمكّن من شد الانتباه وتحقق الهدف المنشود. قال تعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} «النحل 125».