لقد قام التنظيم الإرهابي داعش بمهمته في سورياوالعراق على خير وجه، بالتعاون مع حزب الله؛ فواجه كل الفصائل الثائرة على النظام السوري الدموي، وحصد رؤوس آلاف الضحايا الأبرياء، وهجَّر آلاف السكان من المدن والقرى، وعاث خراباً وقتلاً وتدميراً، وقدم أبشع صورة يمكن أن يتخيلها أي إِنسان عن الدين الإسلامي؛ فقد قدمه على أنه الدموي المتوحش الناحر المغتصب المتفاخر بالسبي والغنائم والمطارد الكاره معتنقي الديانات والطوائف الأخرى كالمسيحيين والأزيديين والتركمان والصابئة والشيعة وغيرهم. وهاهو الآن يوشك على الانتهاء من مهمته القذرة في سوريا بعد أن حمى النظام من السقوط أكثر من أربع سنوات بالتعاون مع حزب الله، وحمى النظام العراقي التابع لإيران من التهاوي تحت أقدام أحرار العراق، وأمامه الآن مهمات أخرى على نطاق أوسع وأشمل؛ فقد منحه المخطط الفارسي وأذرعه وعملاؤه لقب «دولة الخلافة الإسلامية» والمعنى أن دولة الخلافة - كما تنص عليها خرائطها المرسومة المعلنة في وسائط التواصل ووسائل الإعلام - تمتد من عاصمتها الرقة إلى أقصى أوروبا غربا عند البرتغال، ومن روما أقصى نقطة في الشمال إلى أقصى نقطة في جنوب الجزيرة العربية! إنها أحلام الإمبراطورية الفارسية المجنونة تحملها خرائط « دولة الخلافة الإسلامية « المزعومة؛ ولتحقيق تلك الأحلام التي لا تخلو من خبال وجنون أو لنقل مغامرة أقرب إلى حمق المعتوهين واللصوص وقطاع الطرق؛ تنتظر تنظيم الدولة مهمات خطيرة قادمة بعد أن أوشكت على إنهاء مهماتها في العراقوسوريا؛ فهاهي الآن بدأت في الزحف بطريقة غير مكشوفة إلى الجنوب، وتوجهت منها فرق وكتائب زاحفة أو تمثل الهزيمة أمام الجيش والحشد الشعبي متخلية لهما عن مواقعها وهاربة إلى جنوبالعراق إلى البصرة وحدود الكويت والمملكة؛ وكأنها لم تجد المأمن إلا في هذه المنطقة؛ بينما هي في حقيقة الأمر تستعد إن واتتها الفرصة للدخول إما إلى الكويت متزامنا ذلك مع تفعيل أدوار الخلايا النائمة في الكويت، وهي خلايا لم يهدأ عملها وتسليحها وتدريبها وتوزيع المهمات على أفرادها طوال السنين الثلاثين الماضية، أو إلى الحدود الشمالية من بلادنا متزامنا ذلك مع تنشيط عمل الخلايا التكفيرية التابعة للتنظيم من جهة، وتفعيل الخلايا الشيعية المتطرفة التابعة لإيران من جهة أخرى لإشغال الدولة وتمزيق جهدها الأمني، ويتضافر هذا المخطط اللئيم - كما كان مرسوما له - باكتمال استيلاء عصابات الحوثيين على اليمن واكتساحه كله من صعدة شمالا إلى عدنجنوبا؛ لتنفتح على المملكة جبهتان ساخنتان من الشمال تنظيم داعش ومن الجنوب عصابات الحوثيين، ويدعم الجبهتين الساخنتين إجرام الخلايا النائمة التكفيرية المبايعة لداعش والشيعية المتطرفة التابعة لإيران، وكلاهما يصبان في أحضان المطامع الفارسية ورعاية وعناية مخططي عمائم قم ومركز الاستخبارات في طهران! أرأيتم كيف هو المخطط الفارسي الهادف إلى اجتياح المنطقة العربية واحتلالها وارتكاب أبشع الجرائم الوحشية في العرب والمسلمين؛ كما هي بشاعة جرائم داعش من نحر وحرق، وكما هي جرائم وانتهاكات الحشد الشعبي الشيعي المتطرف في قرى ومدن العراق السنية؟! لقد ترامى إلى مسامعنا تهديد فأر مجوسي قذر نفق في العراق قبل عام اسمه « واثق البطاط « قائد جيش المختار بغزو جزيرة العرب وهدم الكعبة واحتلال بلادنا وسبي نسائنا، والتهديد والوعيد الذي أطلقه كذلك قبل أسابيع المجوسي اليمني « عبد الملك الحوثي « الذي دعا عبر شاشته إلى تحرير بلاد الحرمين وإعادة نصف الجزيرة العربية - كما يزعم - إلى اليمن؛ فتبيّن بلا أدنى شك ولا ريبة أن الفرس في العراق وإن تسموا بأسماء عربية كاذبة والأتباع الأراذل في اليمن والعملاء الطائفيين في سوريا ولبنان لا يتكتمون على اختلاف طائفي يمكن قبوله والتعايش معه فحسب؛ بل ينطوون على مخطط فارسي يتبادلون تنفيذ أدواره بإشراف ودعم الكهنة المعممين من الأسياد في قم وطهران! حمى الله بلادنا وقيادتها، ورد كيد المجوس وأتباعهم الأراذل في نحورهم.