حسم الباجي قائد السبسي رئيس الدولة جدلاً كبيراً ونقاشات عنيفة استاثرت باهتمام النخبة السياسية والرأي العام التونسي بخصوص قرار الخارجية إعادة العلاقات مع سوريا، الذي أعلنه الطيب البكوش وزير الخارجية منذ يومين، حيث أكد السبسي أن تونس لم تغير موقفها من الوضع في سوريا، وتلتزم بالتفاعل ضمن الإجماع العربي، قائلاً: «لا مجال لعودة سفير بشار الأسد إلى تونس.. ما أراد أن يقوله البكوش أن لدينا تونسيين موجودين في سوريا ووضعهم يهمنا وربما قد نكلف من يهتمّ بشؤونهم.. يبقى في أي مستوى هذا سيقع اتخاذه في الإبان.. ولكن لم تغير تونس سياستها في الموضوع.. ولن نخرج عن السياق العربي.» وشدد على أن السياسة الخارجية لتونس يضبطها رئيس الجمهورية وتطبقها وزارة الخارجية. وقد سعى رئيس الدولة إلى وضع حد لأزمة ديبلوماسية أشعلها وزير خارجيته والأمين العام لحركة نداء تونس ورفيق دربه في النضال الحزبي، حيث يجمع بينهما نداء تونس وهيئته التأسيسية التي لا تزال شاهدة على توافق الرجلين بالرغم من اختلاف مرجعيتهما الإيديولوجية. والحقيقة أنه أزمة على أكثر من مستوى وتتجاوز حدود البلد الواحد بل ويصعب إصلاحها بمجرد تصريح من هذا القبيل. وكان وزير الخارجية الطيب البكوش قد صرح بأن تونس طلبت من سفيرها بتركيا أن يلفت انتباه السلطات التركية إلى «أننا لا نريد من دولة إسلامية هي تركيا أن تكون مساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر على الإرهاب في تونس، بتسهيل تنقل إرهابيين نحو العراقوسوريا تحت مسمى «الجهاد».