أعلنت وزارة الخارجية التونسية أنها أرسلت توضيحاً إلى نظيرتها التركية بشأن اتهام وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش لأنقرة بتسهيل عبور جهاديين تونسيين إلى الأراضي السورية، فيما نفى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إمكان إعادة العلاقات الديبلوماسية مع النظام السوري في الوقت الراهن. وقال وزير الدولة للشؤون العربية والأفريقية في تونس التوهامي العبدولي أمس، إن الخارجية أرسلت توضيحاً إلى نظيرتها التركية عبر سفير تونس في أنقرة «لرفع أي لبس حول تصريحات وزير الخارجية بخصوص عبور الجهاديين إلى سورية عبر تركيا». وأوضح العبدولي أن تصريحات البكوش «أُخرجت من سياقها ليظهر الوزير وكأنه اتهم الحكومة التركية بدعم الإرهابيين»، مشدداً على أن الموضوع لم يطرح أي مشاكل على المستوى السياسي والديبلوماسي مع الجانب التركي. وكانت تركيا طلبت أول من أمس، من السفير التونسي لديها تقديم توضيحات حول تصريحات البكوش. وأثار وزير الخارجية التونسي استياء الجانب التركي، حين قال في مؤتمر صحافي الخميس الماضي: «طلبنا من سفيرنا في تركيا أن يلفت انتباه السلطات التركية إلى أننا لا نريد من دولة إسلامية هي تركيا أن تكون مساعدة بشكل مباشر أو غير مباشر على الإرهاب في تونس بتسهيل تنقل إرهابيين نحو العراق وسورية تحت مسمى الجهاد». وتتهم أحزاب سياسية وجمعيات مدنية تونسيةأنقرة بالتورط في تسهيل عبور مقاتلين تونسيين وأجانب إلى الأراضي السورية للقتال ضد النظام السوري. ويُشار إلى أن التونسيين يستطيعون دخول تركيا من دون تأشيرة، ما دفع بعدد كبير من الشبان التونسيين إلى التوجه للقتال في سورية عبر الأراضي التركية. ويقاتل نحو 3 آلاف تونسي مع التنظيمات المسلحة في سورية والعراق وفق إحصاءات لوزارة الداخلية التونسية نُشرت أخيراً، فيما منعت الأجهزة الأمنية في عام واحد نحو 10 آلاف تونسي من السفر إلى الخارج للالتحاق بتنظيمات جهادية. في سياق متصل، نفى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عودة السفير السوري إلى تونس أو إعادة فتح السفارة التونسية المغلقة في دمشق منذ مطلع عام 2012. وقال السبسي في حوار مع قناة «فرانس 24» الفرنسية الخاصة مساء أول من أمس، إن الموقف التونسي بشأن إعادة العلاقات الديبلوماسية مع سوريا «سيكون ضمن الإجماع العربي»، مستغرباً تصريح الطيب البكوش الذي رحب بعودة السفير السوري إلى تونس. وأضاف الرئيس: «ربما أراد الوزير القول إننا حريصون على إعطاء ضمانات أكثر للجالية التونسية الموجودة في سورية وربما نكّلف مَن يهتم بشؤونهم هناك، وهذا سيقع إقراره عند الاقتضاء». وأثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية استياء جزء واسع من الرأي العام التونسي الذي اعتبرها «مستعجلة وغير مسؤولة»، واعتبر البعض أن دور الخارجية التونسية هو إعادة الاعتبار للديبلوماسية التونسية بدل توتير العلاقات مع بعض الدول. وقال وزير الخارجية الطيب البكوش، في مؤتمر صحافي أول من أمس: «سنرسل في قادم الأيام تمثيلاً قنصلياً أو ديبلوماسياً قائماً بالأعمال إلى سورية»، مضيفاً: «أبلغنا الجانب السوري بإمكان إرساله سفيراً له إلى تونس وقررنا رفع التجميد الديبلوماسي في سوريا وليبيا». وكانت تونس أغلقت سفارتها في دمشق مطلع عام 2012 بعد أن اتخذت قراراً بقطع العلاقات الديبلوماسية مع دمشق في فترة الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، فيما قررت الحكومة الموقتة برئاسة مهدي جمعة في عام 2014 فتح مكتب إداري في دمشق لإدارة شؤون رعاياها في سورية.