بدأت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية أمس السبت أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين، ورأس وفد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - . وقبيل بدء أعمال المؤتمر التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة الدول العربية ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال القمة. وفي بداية أعمال القمة ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس القمة الخامسة والعشرين كلمة تناول فيها الجهود التي بذلتها دولة الكويت خلال رئاستها للقمة السابقة. وقال سمو أمير دولة الكويت إن بلاده أعلنت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت الجهود كافة في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية وإقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية. وأوضح سموه أن ذلك جاء استجابة لطلب فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربيًا ودوليًا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة المتضمنة إقرارا بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين. ودعا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في هذا الصدد إلى ضرورة التنفيذ الفوري للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل, مؤكدًا أهمية استجابة كافة الأطياف للدعوة التي رحب بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لعقد مؤتمر خاص تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لصون اليمن وتجنيبه مخاطر الانزلاق في أتون حرب أهلية يكون الخاسر الأكبر فيها أشقاؤنا أبناء الشعب اليمني وأمن واستقرار دولنا ومنطقتنا واستشعارا بعظم هذه المأساة ومعاناة أشقائنا, مناشدًا سموه دول العالم إلى مد يد العون والمساعدة للشعب اليمني ليتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريباً. وأشار إلى ظاهرة الإرهاب بأفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وأيديولوجيته المارقة وأفعاله المشينة كأبرز التحديات التي نواجهها ويواجهها معنا العالم أجمع حيث ساهمت مناطق التوتر والصراعات في تواجد المنظات الارهابية التي اتخذت من تلك الدول قواعد لها تخطط فيها وتنطلق منها لتنفيذ تلك المخططات الهدامة كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراعات في خلق أجواء راعية لتلك المخططات وحاضنة لها. وتطرق سمو أمير دولة الكويت إلى الكارثة الانسانية في سوريا حيث تدخل عامها الخامس حاصدة مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين واللاجئين بتبعاتها الأمنية الخطيرة ليس على المنطقة فحسب وانما على العالم بأسره. وأكد سموه أن الصراع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبي مطالب شعبها المشروعة. وشدد سموه على أن القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط ملفا نحمله في كافة لقاءاتنا الثنائية والاقليمية والدولية كأولوية لنا نسعى لحلها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لننهي معاناة أشقائنا فلن نهنأ بالأمن وننعم بالاستقرار طالما إستمرت هذه القضية دون حل. إثر ذلك سلّم سمو رئيس دولة الكويت رئاسة القمة العربية لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أعلن بدء أعمال القمة السادسة والعشرين. وألقى فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين حيث أشار فيها إلى خطورة العديد من القضايا التي تواجه الأمة العربية. وقال فخامته إن انعقاد القمة اليوم تحت عنوان (التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي) إنما يمثل تعبيرًا عن إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا دون إبطاء أو تأجيل من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية. وأشار فخامة الرئيس المصري إلى أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شؤونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة. وقال « لقد مرت بأمتنا مراحل لم تزد فى أخطارها عما نعايشه اليوم.. فرأى قادة الأمة العربية معها أنه لا مناص من توحيد الجهود لمواجهتها, وأنه لابد من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب عليها.. لكنه ومهما كان تقييمنا لمدى نجاح كل تلك الجهود وإزاء إمكانية تفاقم الأوضاع والتحديات الراهنة من إرهاب يداهم ويروع, ومن تدخلات خارجية شرسة.. نحتاج إلى التفكير بعمق وبثقة في النفس في كيفية الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات من خلال تأسيس «قوة عربية مشتركة» دونما انتقاص من سيادة أي من الدول العربية واستقلالها, وبما يتسق وأحكامِ ميثاقي الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية». وشدد فخامته بأن مصر ترحب بمشروع القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه للقمة بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي. وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن التحرك العربي لمساعدة اليمن كان حتميا معتبرًا ان «اطرافا خارجية تستغل الظروف الداخلية للدول العربية للتدخل في شئونها». وقال في كلمته أن تأييد مجلس النواب الليبيي المنتخب والحكومة المنبثقة عنه «إنما يرجع لاحترامنا لإرادة الشعب الليبي» مشددا على وجوب تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحكومة الليبية «دون إبطاء». وأضاف «ندعم مسار الحل السياسي في ليبيا وفي نفس الوقت محاربة الإرهاب». وعن الأزمة السورية أوضح الرئيس المصري أن بلاده بادرت «بدعم من أشقائها العرب» للعمل مع القوى السورية والمعارضة المعتدلة لدعم الحل السياسي لتلك الأزمة المتواصلة. وشدد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على دعم الحكومة العراقية وما تتخذه من خطوات بما يسمح للعراق بتأدية دوره المهم في الوطن العربي. وأكد فخامته كذلك دعم مصر للحكومة الصومالية «لتحقيق طموحات شعبها» كما رحب بالحوار القائم بين كافة القوى السياسية اللبنانية لاستعادة الاستقرار في البلاد. وجدد التأكيد على أن اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية سيظل راسخاً رغم جسامة التحديات الحالية ،مشددا أيضا «على ثوابت الموقف العربي حيال إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل». وثمن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية عاليًا الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملكُ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الدعمِ الكاملِ والمساندةِ الصادقةِ للشعبِ اليمني سيَاسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا في مختلفِ المراحلِ وفي كافةِ الظروف والجهود التي تقدمها دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي كافةً ولكلِ الدولِ المشاركةِ في الائتلافِ الداعمِ للشرعيةِ عربيةً وإسلاميةً وكذلك الدولِ الراعيةِ للمبادرةِ الخليجيةِ والمجتمعِ الدولي وهيئاتهِ ومُنظماتهِ على دعِمهم السياسي والاقتصادي لليمن. كما عبر فخامته في كلمة بلاده في القمة عن شكره وامتنانه للأشقاءِ في مصر قيادةً وشعبًا على استضافةِ القمة وعلى كرم الضيافة. وقدر تعاطف الجميع على دعم الشرعية واستقرار اليمن وأمنهِ ووحدته. وقال : « قد أتيتُ إليكم اليومَ من اليمن الجريح مُشاركًا في القمةِ العربية , ولو تعلمونَ ما واجهتهُ من صعابٍ وتحدياتٍ حتى أحضرَ مَعكم , ومَن فقدتُهم شَخصيًا من إخوةٍ ورفاق جِراءَ تَعرضي لأكثرَ من هجومٍ أثناءَ رحلتي إليكم , إلا أنّني كنتُ مُصممًا على الحضور, ليسَ للحضورِ الشخصي ولكن لِحضورِ اليمن بشرعيتِها الدستورية ومَشروعِها الوطني الجَامع لهذهِ القمة المُهمة ولإيصالِ صوتِ الشعب اليمنِي لأمتهِ العربية , حضرتُ إِليكُم وقَلبي يعتصرُ ألماً وحسرةً على وطني وشعبِنا العظيم الذي يحلمُ أبناؤهُ بوطنٍ آمنٍ ومستقرٍ ويطمحُ لِغَدٍ أجملَ وأروع في ظلِ دولةٍ مدنيةٍ اتحاديةٍ حديثة تَستلهمُ أسسها من مخرجاتِ مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشامل الذي انقَلبت عليه ميليشياتُ الحوثّي وحلفاؤها في الداخلِ والخارجِ «. وأضاف « كما تَعلمون فلقد سَلكنا في اليمن طريقَ الحوارِ وعقدنا مؤتمرًا وطَنيًا شاملًا في مارس 2013م , بمشاركةِ كلِ الأحزاب والمكوناتِ السياسيةِ اليمنية بأطيافها المختلفة , انطلاقاً من المبادرةِ الخليجية وآليتها التنفيذية, ووصلنا إلى توافقٍ على مخرجاتِ مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشاملِ في يناير 2014م , واعتَقدنا بأننا قَد تَجاوزنا كثيرًا من الصعاب بعدَ الانتهاءِ من إعدادِ مسودةِ الدستورِ للدولةِ اليمنيةِ الجديدة , إِلا أنَ القوى الظلامية عادت مجددًا لتجرّ البلدَ إلى الخلفِ متحديةً بذلكَ الإرادةَ الشعبية وقراراتِ الشرعيةِ الدولية , وواجهتْ كُلَ أبناءِ الشعبِ وقواهُ الحيَّة السِلمية بقوةِ السلاحِ وعَملت على عسكرةِ العاصمةِ صنعاء واجتياحِ العديدِ من المحافظات ومحاصرةِ قياداتِ الدولةِ العُليا وتعطيلِ عملِ المؤسساتِ الحكومية من خِلالِ السيطرةِ المُسلحةِ وبدعمٍ وشراكةٍ وتأييدٍ من أطرافٍ محليةٍ ناقِمة وحاقِدة وعابثة ومن أطرافٍ إقليمية لا تريدُ لليمنِ والمنطقةِ العربية كَكل الأمنَ والاستِقرار «. وتابع فخامة رئيس الجمهورية اليمنية قائلًا: « ونتيجةً لتلكَ الأوضاع التّي شَهدتها العاصمةُ صَنعاء وبعدَ حِصارِنا شخصياً لقرابةِ الشهرين , وبتوفيقٍ من اللهِ وعونهِ وتعاونِ الشُرفاء من أبناءِ شَعبِنا استَطعنا الخروجَ من صنعاء والوصولَ لمدينةِ عدنَ الباسِلة ومارسنا مِنها سُلطاتِنا الشرّعية كرئيسٍ للجمهوريةِ لتجنيبِ اليمنِ الخرابَ والدمار وويلاتِ الحروب , وقد قَررنا نقلَ العاصمةِ السياسيةِ مؤقتاً إلى العاصمةِ الاقتصاديةِ والتجاريةِ عدن لممارسةِ مؤسساتِ الدولة وظائِفها بشكلٍ طبيعي , وقد عَقدتُ العزمَ على مواصلةِ مهامي كرئيسٍ للدولةِ لإنجازِ ما تبقى من المبادرةِ الخليجيةِ وآليتِها التنفيذيةِ ومخرجاتِ الحوارِ الوطني وصولاً إلى إقرارِ الدستورِ وإجراءِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ والبرلمانيةِ في مدةٍ زمنيةٍ محددة , حتى يتمكنَ شعبُنا من تجاوزِ الأزمة والانتقالِ إلى بناءِ الدولةِ الاتحاديةِ الحديثة , وهي مُهمةٌ تاريخيةٌ ومفصليةٌ يَطمحُ شعبُنا إلى تحقِيقها , وفي سبيلِ ذلك فَقد وجهْنا الدعوة في الواحدِ والعشرينَ من شهرِ مارس الحالي لكافةِ القوى والمكوناتِ السياسية بما في ذلك منفذي الانقلابِ على الشرعية الدستورية , لحضور مؤتمر في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض صاحب المبادرة الخليجية, والهدف الرئيسي لذلك المؤتمر هو الاتفاقِ على خارطةِ طريقٍ لتنفيذِ ما سبق وأن اتُفقَ عليهِ». وتطرق فخامته للحدث الزمني للأزمة اليمنية وما قامت به المليشيات الحوثية وحلفائها أيضًا ، وقال : « إنَ تِلك المليشياتِ وحلفاءها بالداخلِ المصابونَ بهوسِ السلطةِ والاستبدادِ وحلفائِهم في الخارجِ الذين يريدونَ استخدامَ اليمنَ لإقلاقِ المنطقةِ والأمنِ والسلمِ الدوليين , قد أدمَنتِ العنف والدَّمار واجتياحَ المحافظاتِ فَقادت حرباً دمويةً لاجتياحِ محافظاتِ تعزَ ولحج والضالع وقَبلُها صعدةَ وعمران والبيضاءَ ومأرب وأخيراً مدينةُ عدن, فسفكتِ الدماء وأزهقتِ الأرواحَ وعبثت بالمؤسساتِ والمنشآتِ وأوجَدتْ فوضى عارمة استهدَفت أمنَ واستقرارَ وسكينةَ أبناءِ الشعبِ في معظمِ محافظاتِ الجمهورية , وفي تحدٍ واضحٍ لكافةِ أبناءِ شعبِنا في الجنوبِ وقبلِه في الشمال, إلا أن أبناءَ شعبَنا العظيم بشبابهِ ورجالهِ ونسائهِ جَابهوا ذلكَ العدوانَ والانقلابَ في كلِ الأقاليمِ والمحافظات, فتحيةً لتعزَ ومأربَ والبيضاء وهي تقاومُ ولذمارَ وصنعاءَ وإبَّ والحديدةَ وبقيةَ المحافظات وهي تنتفضُ , وللجنوبِ الثائرِ وهو يُعبِّرُ عن أعلى درجاتِ التضحيةِ والإيثارِ وشبابهُ العُزّل يُقاتلونَ المليشياتِ المسلحة في كُلِ شارعٍ وحارة ٍفي عدنَ ولحج والضالع, وأدعو من هنا كُلَ أبناءِ الشعب للالتفافِ حولَ الشرعيةِ الدستورية ومؤسساتِها الرسمية , ولمقاومةِ تِلك المليشيات بشجاعةٍ وإباء , والخروجِ للشوارعِ والساحاتِ للتعبيرِ في مظاهراتٍ سلميةٍ تعبرُ عن إرادةِ اليمنيين الحرَّة «. وأكد أن إرادة الشَعبِ اليمني التي عبَرّ عَنها في كلِ المناسباتِ والساحاتِ هي التي دَفعتني وفي إطارِ مسؤوليتي الدستورية والشرعية إلى توجيهِ رسالةٍ إلى إخواني الأعزاء ملوكِ وأمراءِ ورؤساءِ دولِ مجلسِ التعاونِ لدولِ الخَليجِ العربي وجامعةِ الدولِ العربيةِ ومجلسِ الأمنِ الدولي لتقديمِ المساعدةِ الفوريةِ بِكافةِ الوسائلِ والتدابيرِ اللازمة بما في ذلكَ التدخلُ العسكري لحمايةِ اليمنِ وشعبهِ من العدوانِ الحوثّي المُدمر استناداً لميثاقِ جامعةِ الدولِ العربيةِ ومعاهدّةِ الدفاعِ العربي المشترك وللمادةِ 51 من ميثاقِ الأممِالمتحدة , الأمرُ الذي تمَّ الاستجابةُ له فوراً من قبِل أشقائنا وأصدقائنا من خلالِ عمليةِ (عاصفةِ الحزم) وهي تطبيقٌ عَمليٌ للدعوةِ الجَادة بتشكيلِ قوةٍ عربيةٍ مُشتَركة تُسهمُ في المحافظةِ على أمننا القومي العربي. كما أكد فخامته أن «هدف العملية الرئيسي والوحيد حمايةُ الشعبِ اليمني من عدوانٍ غاشمٍ يستهدفُ هويتهُ العربية وقيمهُ الإسلامية وتراثهُ المجتمعي القائمُ على التعايشِ والتسامحِ مع نفسهِ ومع محيطهِ العربي والإسلامي طوالَ تاريخهِ, وأقولُ لأولئكَ الذينَ يدغدغونَ مشاعرَ شعبنا بالحديثِ عن انتهاكِ السيادة , بأنَ من انتهكَ السيادة, هُم من فجرَ المساجد ودورَ تحفيظِ القرآن ومن نهبَ المعسكراتِ والمؤسساتِ المدنية واحتلَ المدنَ والمحافظات وحاصرَ رئيسَ الدولةِ الشرّعي بل وتَجرأ على ضربِ القصرِ الجمهوري في عدن بالطيرانِ الحربيّ , أو ليسَ ذلك صورةً صارخةً لانتهاكِ السيادةِ وتدميرٍ للدولةِ اليمنية». واستطرد: «قُلنا مرارًا وتِكرارًا إنها جماعةٌ لا عهدَ لها ولا ذِمة , فقد تنكّرت لكلِ الاتفاقاتِ التي أبرّمتها مع شركاءِ العملِ السياسي , وأمعَنتْ في تَمردها , متعاملةً معَ صبرِ اليمنيين وحُلمهم على أنهُ ضعفٌ وهوان , لكن المسئوليةَ العظيمة التي حملناها فَرضت عَلينا الصبرَ على مرارتهِ فالصبرُ شيمةٌ لا يتمتعُ بها إلا الحريصينَ على وطنهم , والتهورُ من طِباعِ الحَمقى وعديميّ المسئولية , والمتهربينَ من تعهداتهم وواجباتِهم الوطنية , وعليهُ أقولُ لدميةِ إيرانَ وألعوبتِها ومَن مَعه , أنتَ من دمرَ اليمنَ بمراهقتك السياسية وافتعالك للأزماتِ الداخليةِ والإقليمية , ومن يعتقدُ أنهُ بالزعيقِ والخطابةِ يمكنُ أن تُبنى الأوطانُ فهو مُخطىءٌ ألفَ مرةٍ , فأنتَ من انتهكَ السيادةَ وأنتَ من يتحملُ مسؤولية كلَّ ما جَرى وكل ما سيجري إذا استمريتَ بمراهقتِكَ السياسية وأحلامِكَ الضيقة , فعد إلى رُشدك أنتَ وحُلفاؤك , « وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ» صدقَ اللهُ العظيم. ودعا إلى استمرارِ عمليةِ ( عاصفةِ الحزّم ) حتى تُعلن العصابةُ استسلامها , وترحلَ من جميعِ المناطقِ التي احتلتها في مختلفِ المحافظات , وتغادرَ مؤسساتِ الدولةِ ومعسكراتها وتسلّمَ الأسلحةِ الثقيلةِ والمتوسطةِ كافة سواءً التي نَهبتها من معسكراتِ ومخازنِ الدولةِ أو التي سَبقَ أن أمدتها بها إيران للحربِ على الدولةِ والشعبِ اليمني على مدارِ الأعوامِ السابقة، ويسلم قادة هذهِ العصابة أنفسهم للعدالةِ حيثَ سبقَ أن قدمنا قائمةِ بأسمائِهم لإدراجِهم على قوائمِ مجرمي وزعماءِ الإرهابِ الدولي وعدمِ السماحِ لهم بمواصلةِ جرائِمهم ضدَ الأمنِ والسلمِ الدوليين وكذلك حلفاؤهم الآخرين العابثينَ بأمنِ وسيادةِ واستقلالِ اليمنِ وكبّحِ طموحِهم لإخضاعِ اليمنِ لرغباتهم وتعقبُهم وتجفيفُ مصادرِ تمويلِهم , حتى يتوقفوا عن التآمرِ جهرًا وسرًا مع إيران ضدَ اليمنِ وجمهوريتهِ ووحدتهِ واستقرارهِ , وإعلانِ تَخليِهم عن إثارةِ النَعراتِ الطائفيةِ والمذهبيةِ والمناطقية . وطالب فخامة الرئيس اليمني قادة الدولِ العربية أن يَقفوا مع اليمنِ الأرضِ والإنسان ويُسارعوا لنجدتهِ بالإمكانياتِ المَادية ومساندتهِ اقتصاديًا وعسكريًا لإعادةِ الأمنِ والسكينةِ والاستقرار, فاليمنُ بحاجةٍ لمشروعِ مارشالٍ عربيٍ حقيقي , فبدونِ ذلك لا يمكنُ استعادةُ بناءِ الدولةِ التي قاموا بتدميرها , وليبقى اليمنُ مُستقراً ومتَمتعاً بالأمنِ وشريكاً أساسياً لدولِ الخليجِ والمنظومةِ العربيةِ والدولية . وخاطب فخامته القواتِ المسلحةِ والأمن في بلاده ، قائلًا : « أنتم جيشُ الوطنِ الأمينِ وصَمامُ أمانِ وحدتهِ الوطنية , ومسؤوليتَكم اليومُ تتجلى في الحفاظِ على الأمنِ والاستقرارِ وحمايةِ مؤسساتِ الدولةِ من النهبِ وحمايةِ المواطنين وأعراضهم في كل ربوعِ الوطن, وتنفيذِ تعليماتِ قيادتِكم الشرعية , والتمسكِ بالثوابتِ الوطنية , وأؤكدُ لَكم بإننّا عازمونَ على إعادةِ بناءِ قواتِ الجيشِ والأمن على أسسٍ وطنيةٍ وعلميةٍ حديثة والاهتمامِ بها , حتى يكون جيشاً لكل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله الى جنوبه . واستعرض القضية الفلسطينية ، مؤكدًا أنها القضيةَ المركزيةَ الأولى للأمة العربية , مجددًا التضامُن المُطلق مع الشعبِ الفلسطيني ونضالهِ العادل لاستعادةِ حقوقهِ المشروعةِ وإقامةِ دولتهِ المُستقلةِ وعاصِمتُها القدسُ الشريف . وعرّج على الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا مشددًا على أهميةِ التضامنِ مع لبنان ودعمُ السلامِ والاستقرارِ والتنميةِ في السودانِ والصومالِ وجُزرِ القُمرِ والوقوفُ بقوةٍ إلى جانبِ الوقوف مع دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة وحقها العادلُ والمشروعُ في قضيةِ الجزرِ الثلاث . ودعا الرئيس اليمني الله عز وجل في ختام كلمته لهذه القمة بالسدّاد والتوفيق , وللأمة العربية التقدمَ والازدهار. ثم ألقى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي كلمة الجامعة أمام القمة أشار خلالها إلى أن العالم العربي يتغير بسرعة وعمق ، مطالبًا بضرورة أن يطال هذا التغيير العالم العربي والجامعة العربية. وقال: «يجب أن نجعل من الجامعة أداة للتغيير المسؤول , ويجب إعادة النظر في أدائها وبنيتها ومؤسساتها»، مؤكدًا أن قمة اليوم هي الثمرة الأولى لهذه العملية وهي مشروع الميثاق بوثيقته المعدلة ومشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن. وأضاف «إن العالم العربي يواجه ومنذ نشأة الجامعة قبل 70 عامًا تحديات جسام شهد خلالها العديد من محاولات التدخل في شؤونه الداخلية وتهديد سيادة الدول وتعرضت عدة دول للعدوان والاحتلال في بعض الأحيان وفي مواجهة كل هذا تضامنت الدول العربية». ثم ألقى معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة المنظمة الدولية أمام مؤتمر القمة, وجه خلالها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على دعوته للقمة, كما وجه الشكر والتقدير لأمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد على إدارته للقمة العربية ال 25 وما تحقق خلال رئاسة دولة الكويت للقمة. وقال: «إن الجهود لمواجهة الطغيان أتت ثمارها وأصبحت تونس نموذجاً لهذه المنطقة إلا أن الهجوم الإرهابي - في إشارة إلى الهجوم على متحف باردو - ألقى الضوء على مدى خطورة هذه الجماعات واستهدافها للسلام في حد ذاته. وأضاف «إنه في ظل العنف في هذه المنطقة نرى أن هذه الأفعال الإرهابية وكذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يمثل معاناة مستمرة». وتابع قائلاً «إنه في ظل كل هذه التحديات والتهديدات التي يمر بها العالم العربي التي تؤثر على الأمن والسلم الدوليين ولمواجهة هذه الاتجاهات لابد من معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف» , مؤكداً في هذا الصدد الحاجة إلى اتخاذ التدابير اللازمة من أجل حل هذه المشكلات على نحو يحمي الكرامة الإنسانية وحياة البشر. ثم ألقى قال معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد مدني كلمة أمام القمة، أكد خلالها أن المنظمة تنظر إلى القمم العربية بكثير من التقرب ، وتعلق عليها كبار الآمال ، موضحاً أن وحدة العالم العربي وتماسكه قوة للأمة الإسلامية على امتداد أرجائها ، كما أن منظمة التعاون الإسلامية بأعضائها ال 57 هي العمق الإستراتيجي للعالم العربي أينما كانت أقطاره.