السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اطلعت على تعقيب الدكتور حمد بن ناصر الدخيل في العدد 15441 على التعليق الذي سبق وأن نشرته في هذه الصحيفة الغراء على محاضرته بفرع النادي الأدبي بالمجمعة - من تاريخ المجمعة غير المكتوب - واستغربت من إصراره على الخطأ وانتهاج أسلوب المغالطة.. - فهو يدعي بأن تعشار هي مورد الشحمة القائم عليه الآن بلدة بهذا الاسم شمال جبال العرمة قرب الخفيسة. في حين أن مورد الشحمة من الموارد المتأخرة. أما تعشار فهو مورد قديم فيه العديد من الآبار التي يرد عليها الحجاج القادمون من العراق والشرق منذ القدم. يقول الشيخ عبد الله بن خميس في معجم اليمامة عن تعشار: هومنهل عند موقف جبال العرمة الشمالي. ملاصق للدهناء غربيها ينطلق منه طريق أم الرمم الذي يجتاز الدهناء، وماؤه عذب وآباره منحوتة في تلك الحجارة الجرانيتية الصلبة على مسافاة غائرة في جوف الأرض واسمه الآن أم الجماجم. ويقول ذكر ياقوت: تعشار موضع بالدهناء. وهو ماء لبني ضبة. وقال الخليل: ماء لبني ضبة بنجد. وقال الطوسي: تعشار أرض لكلب. ومما يدل على أن تعشار متصلة بالدهناء قول الراجز: جارية بسفوان دارها.. لم تدر ما لدهنا ولا تعشارها وقول ياقوت الآنف الذكر: تعشار موضع بالدهناء. فأين هذا الوصف من موقع الشحمة في جبال العرمة..؟؟! قال الأصفهاني: ثم تجوز مبايض.. فأول ما ترده تعشار وهو لضبة في سند جبل وحوله أبارق من رمل.. يقول ابن خميس والسند الآن يدعى مشاش مشلح. وأبارق الرمل بطبيعة الحال رمال الدهناء. وبالفعل فمنذ القدم وإلى زمن قريب ليس هنالك مورد إلى الشمال بعد مبايض سوى مورد تعشار أم الجماجم الآن. إن الشيخ عبد الله بن خميس يا دكتور حمد مؤرخ وأديب قدير وبلداني ضليع. قضى الليالي والأيام متنقلا في الفيافي وفي وهاد هذه الصحاري حتى أخرج لنا هذا السفر - معجم اليمامة الضخم بجزءيه - محققا ماورد في كتب الأقدمين عن أسماء البلدان والأودية والموارد في منطقة اليمامة، وكذا كتاب تاريخ اليمامة وغيره من المؤلفات.. ولا يمكن لمختص في اللغة العربية كحالك يادكتور قضى سني عمره مابين الجامعة وبيته. لم تطأ قدماه تلك المواطن. أن يتعالم في يوم وليلة في غير اختصاصه. ويخطئ بغير دليل قامات سامقة. - أما وادي حرم ويقال له الحريم في أسفله فهو وادي منيخ - المجمعة الآن - المسمى الآن المشقر، ومنه اشتق اسم قرية حرمة قال ياقوت: الحريم قرية لبني العنبر باليمامة، ويقول الأصفهاني في بلاد العرب: ثم بطن الحريم وهو وادى لبني العنبر بالفقء. حيث يطلق الأصفهاني الفقء على هذه الناحية.. يقول نصر: حرم واد بأقصى عارض اليمامة فيه نخل وزروع.. ويقول الحازمي: حرم بفتح الحاء وكسر الراء واد من ناحية اليمامة. - وأما حرم الذي بوادي الأفلاج يا أخ حمد فهو أحد أفلاج تلك المنطقة، والفلج بفتح اللام كما يقول أبو زياد هو: كل ما يجري سيحا من عين, وكل جدول شق من عين على وجه الأرض فهو فلج، وأما السيول فلا تسمى أفلاجا بمعنى أن الماء الجاري إذا كان مصدره عينا فهو فلج، وإذا كان مصدره الأمطار والسيول فيسمى مجراه واديا. يقول أبوزياد: وحرم فلج من أفلاجها - أي تلك المنطقة - ولذا فلا علاقة بفلج حرم الذي بالأفلاج بوادي حرم أو الحريم الذي بسدير يا دكتور حمد. - أما وادي الوداء فقد وصفه الباحث عبد الله الشايع الذي استندت على كلامه من منحدره من الخيس والرويضة والعمارغرب المجمعة وحتى التقائه بوادي حرم أسفل البطين، وقال الشايع: إنه وادي الوداء القديم ولم ينسبه للخيس ووافقته على ذلك يادكتور. فكيف تعود الآن وتقول في ردك: ولايمكن أن يكون وادي الوداء هو وادي الخيس. وحجتك في ذلك أن الخيس منهل قديم ولابد أن يضاف واديه إليه. فماهذا التناقض.؟! إذا أطلق عليه الشايع الوداء جاز، وإذا قلت أنا بأنه الوداء فلايجوزولابد من نسبته إلى الخيس..؟؟! ثم هل كل واد يمر بقرية أو منهل لابد أن ينسب إليه. هذه المجمعة وهي منيخ في الماضي لم يسم واديها باسمها، وكذا جلاجل واديه أبالمياه، والروضة واديها الفقي. وهلم جرا. - ذكرت في تعليقي على محاضرته: أنه يوجد على وادي المشقرغرب المجمعة بلدتان قديمتان الأولى باسم القلعة والأخرى باسم المكشّحة. يقول الشيخ ابن خميس في معجم اليمامة بأن المكشّحة على وادي المشقر وتبدل اسمها. والمحاضر يقول: إنها زالت من الوجود.. والواقع يقول إن البلدتين لا تزالان قائمتين. بلدة القلعة تبدل اسمها إلى العلاوة، والمكشحة تبدل اسمها إلى الفشخاء. ولا أتفق مع المحاضر بأن الفشخاء هي القلعة. أولا لوصف الأصفهاني لموقع القلعة في قوله (ثم وادي الكلب.. ثم القلعة ثم أشي. والبلدة التي بين وادي الكلب وأشي هي العلاوة وليست الفشخاء والثانية أن الفشخاء أقرب لأشي من العلاوة. وقد قال الحفصي عن المكشّحة بأنها قريبة من أشي. أما الوثيقة التي استدل بها المحاضر المؤرخة ب1229ه والتي من شهودها إمام القلعة فليس فيها ما يؤيد ماذهب إليه بل بالعكس تثبت أن القلعة غير الفشخاء التي بيع فيها العقار. وقد رد علي الدكتور حمد الدخيل مخطّئا ابن خميس بدون دليل، مدعيا بأن المكشحة على وادي - أشي - أحد روافد وادي المشقر- حرم -. وليست على الوادي نفسه. وبلدة أشي لا تبعد عن المشقر إلا بضعة أكيال. والمسافة التي بينها وبين المشقر مضائق ومنحدرات بين جبال لا تتسع لبلدة وليس فيها أثرلحياة. ومن هنا فلا مناص من أن المكشحة على وادي المشقر كما قال ابن خميس وأنها بلدة الفشخاء الحالية. أما استدلال الدكتور حمد على أن الفشخاء اسمها القلعة لكون الشاهد على بيع العقار في تلك الوثيقة هو إمام القلعة، فمما يثير العجب.؟! وأعجب منه قوله: وهل يعقل أن يأتي إمام مسجد العلاوة - على رأي الأخ حمود أن القلعة هي العلاوة - ليشهد على بيع عقارفي الفشخاء.؟؟! وأنا أقول نعم يعقل وقد يوافق كتابة الوثيقة قادم من بلاد العراق أو الشام فتسجل شهادته فما وجه الغرابة.؟ فما بالك بإمام مسجد العلاوة - القلعة التي لا تبعد عن الفشخاء - المكشحة أكثر من ثلاثة أكيال..؟؟! لدينا في المجمعة يا دكتور وثائق شهودها من شقراء ومن تمير ومن الأرطاوية وبلدان جنوب سدير. فما هو الإشكال.؟؟! - يدعي الدكتور حمد الدخيل في رده بأن العلاوة قرية محدثة بناها الفلاحون.. وبدون أي مستند. وأنا أقول له كذلك هنالك من يقول إن قريتك الفشخاء محدثة كذلك بناها الفلاحون..؟؟! أنت يادكتور في مقام الباحث والمحقق الذي لا يأخذ الكلام على عواهنه من العوام.. المؤرخون والبلدانيون القدامى يذكرون أشي والخيس ومنيخ - المجمعة - وحرمة والقلعة والمكشحة قبل ألف عام. ثم تأتي أنت الآن لتنكر هذه الحقائق..! هذه من عجائب ردود الدكتور حمد الدخيل التي أعجب منها عنوان محاضرته الذي لا يتواءم مع مضمونها فقد انتظر منه الحضور على ضوء عنوانها وهو- من تاريخ المجمعة غير المكتوب - أن يتحفهم بشيء مغمور من تاريخها من خلال روايات شفهية أو وثائق تاريخية مجهولة. ولكن تفاجأ الجميع بأن كل ما يلقيه ما هو إلا تاريخ مكتوب.. والله ولي التوفيق. حمود بن عبد العزيز المزيني - المجمعة